وصف الطيب البكوش، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الحالة الراهنة للتكتل المغاربي ب"جمود نسبي تعززه الاختلافات السياسية في النماذج التنموية، وغياب التكامل الاقتصادي، رغم وجود كل المقومات الكفيلة بتقوية وتشبيك العلاقات البينية". وفي مداخلته بالجلسة الافتتاحية، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الثلاثين لقيام الاتحاد المغاربي، الذي نظمته منظمة العمل المغاربي، بشراكة مع مؤسسة "هانس سايدل"، أشار البكوش إلى "إمكانية بناء اتحاد مغاربي قوي منفتح على المستقبل، شريطة وجود رؤية تنبع من إصلاح مؤسساتي قانوني يتجاوز معيقات تفعيل هياكل وقرارات هذا الاتحاد". وأبرز الأمين العام لاتحاد المغرب العربي أن المحيط الإفريقي رهان رابح بالنسبة إلى الفضاء المغاربي، وعبر عن تفاؤله المستقبلي إزاء العلاقات بين الجارين المغرب والجزائر، "مما سينعكس حتما على مسار الاتحاد المغاربي"، وفق قوله. من جانبه أوضح إدريس لكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي، أن "رهان البناء المغاربي قابل للتحقّق إذا ما تمّ التركيز على المحدد الاقتصادي كسبيل لتشبيك المصالح بين الدول المغاربية، وطيّ الخلافات بشكل سلس يدعم وحدة وسيادة الدول الأعضاء، مما سيشكّل حصنا ضد أي ارتدادات محتملة". وأشار لكريني إلى أن "المشاكل التي تواجه الاتحاد وتكرّس جموده لا يجب أن تشكل عائقا في العلاقات، لأنه يظل مشروعا استراتيجيا للحاضر والمستقبل، وتفعيله سيسمح حتما بالمساهمة في كسب عدد من الرهانات المغاربية المشتركة". أما ممثل مؤسسة "هانس سايدل"، ميلود السفياني، فأوضح أن ندوة "ثلاثون سنة على قيام الاتحاد المغاربي: الرهان والتحديات"، التي انطلقت اليوم السبت بمراكش، مكان احتضان توقيع معاهدة اتحاد المغرب العربي عام 1989، تأتي في فترة دولية وإقليمية أصبحت تتطلب التعاون الاقتصادي في إطار تكتلات كبرى. وأضاف السفياني أن "المنطقة المغاربية تتوفّر على كافة الشروط والمرتكزات لقيام تكتل اقتصادي إقليمي هام، سيمكنها من تحقيق الكثير من المكاسب والاستفادة من الإمكانات والمقومات المتوفرة". يذكر أن الجلسة العلمية الأولى لهذه الندوة، التي ستمتد على مدى يومين، سلطت الضوء على عدة إشكاليات، من قبيل: "هل من أفق جديد للاتحاد المغاربي؟ والبعد المغاربي في الدساتير التونسية، واستيعاب المغرب الكبير بوصفه وطنا، وورقة حول الاتحاد المغاربي وكلفة الجمود، وأخرى حول انعكاسات الوضع الراهن لاتحاد المغرب العربي على العلاقات المغاربية -الأوربية.