أجمع المشاركون فى الندوة الأولى التي أقامتها منظمة العمل المغاربي بشراكة مع مؤسسة هانس سايدل، بمراكش على أهمية تعزيز خيار الوحدة المغاربية في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية المتزايدة في المنطقة ؛ منوّهين بالدور الهام الذي يمكن لفعاليات المجتمع المدني أن تقوم به في التحسيس بأهمية هذا الخيار وذلك باستثماراستثمار المقومات البشرية والطبيعية والتاريخية في تعزيز التنسيق والتعاون في مختلف المجالات لتعزيز البناء المغاربي فى مواجهة التحديات المشتركة كافة. وطالب رئيس منظمة العمل المغاربي د.إدريس لكريني فى كلمة له بالمناسبة بانخراط مختلف مكونات المجتمعات المغاربية من مجتمع مدني ؛ ونخب مثقفة لتأسيس قاعدة صلبة لبناء الاتحاد المغاربي ؛ مؤكدا على ضرورة توفّير شروط الحوار لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه دول المنطقة منبها إلى أن استمرار الأوضاع راكدة وجامدة على حالها؛ سيكلف شعوب المنطقة هدر مزيد من الفرص والطاقات المتاحة لولوج عالم لا يؤمن إلا بالتكتلات. من جانبه ركز رئيس المركز المغاربى للدراسات الاستراتيجية بموريتانيا د.ديدي ولد السالك فى مداخلته ؛ على كيفية مساهمة المجتمع المدنى في تعزيز العلاقات المغاربية؛ مشيرا إلى التطور الحاصل في أدائه وحضوره المتفاوت في دول المنطقة؛ معتبرا أن المجتمع المدني يمكنه الدفع باتجاه توسيع هامش الحرية ودعم الانتقال الديمقراطي وتعزيز الخيارات التنموية وتشبيك العلاقات بين المنظمات المغاربية المختلفة . وفي كلمة لممثل مؤسسة هانس سايدل اعتبر أن عالم اليوم هو عالم التكتلات الكبرى والمجتمع المدني كإطار للاقتراح يمكن أن يلعب دورا هاما في التحسيس بهذا البناء الاستراتيجي خصوصا وأن الدول المغاربية تملك مقومات التكامل التي يمكن أن تجعلها في مصاف التكتلات الأولى على الصعيد العالمي. وتخللت الندوة عدة مداخلات من طرف أساتذة و باحثين اجتماعين تركزت حول العلاقات الاجتماعية الداعمة للبناء المغاربي وأهمية الأبعاد الثقافية لهذه العلاقات .