أضحى سكان التجمعات السكنية الحي الحسني، والأمل، والفرح، بجماعة شيشاوة، وشكرين، التابع للجماعة الترابية مزوضية، لا يطيقون استمرار محطة لمعالجة المياه العادمة في الإضرار بصحتهم والتأثير على الفرشة المائية، فضلا عن الانتشار اللافت للحشرات الضارة، كالناموس والبعوض، التي تهاجم بلسعاتها أجسادهم، والروائح الكريهة التي تخنق أنفاسهم. عيسى بوجلايدي، واحد من سكان الحي الحسني شيشاوة، قال لهسبريس إن محطة المعالجة توجد على بعد 100 متر من هذا التجمع السكني، مشيرا إلى أن "إحداثها سبقته حملة تحسيسية تؤكد أن أضرارها منعدمة، لكن ما إن بدأت المياه العادمة تجمع في الصهاريج المخصصة لذلك، حتى بدأت الكارثة البيئية". وأضاف قائلا: "نظرا لغياب التشجير وتأخر اشتغال آلات المعالجة، أضحت هذه محطة مصدر روائح كريهة تخنق أنفاس حوالي 10 آلاف نسمة، ما نتج عنه إصابة غالبية السكان، وخاصة فئة الرضع والأطفال، بأمراض تنفسية وجلدية". حسن بنسعود، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، قال لهسبريس: "هذه المحطة لها انعكاسات صحية وآثار سلبية أخرى دفعت مجموعة من السكان إلى الهجرة، وأدت إلى انخفاض أسعار العقار بهذه الأحياء، فالمنزل الذي كان سعره مثلا 300 ألف درهم، أضحى لا يتجاوز 100 ألف درهم"، على حد قوله. وأضاف المتحدث نفسه أن "أحواض المحطة توجد في الهواء الطلق، وتشكل مصدرا لكارثة بيئية وصحية تعذب القاطنين بتلك المناطق، كما تعتبر مصدر خطر لسكان شيشاوة عامة، لأن الحقول الفلاحية تعتمد في ري المزروعات على هذه المياه"، مشيرا إلى أن هذا "المشكل كان ضمن جدول أعمال العديد من الاجتماعات مع الجهات المسؤولة، التي ظلت وعودها حبرا على ورق"، بحسب تعبيره. وللوقوف على تصور الجهات المسؤولة عن هذه المحطة من أجل رفع الضرر عن السكان المجاورين لها، ربطت هسبريس الاتصال بأحمد هلال، رئيس الجماعة الترابية شيشاوة، الذي أوضح أن هذه المحطة عالجت سابقا مشكل التطهير السائل، لكنها اليوم أضحت مشكلة صحية وبيئية بفعل التوسع العمراني للمدينة. وتابع قائلا إن "هذا المشكل كان موضوع جدول أعمال مع السلطة الإقليمية وإدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لمناقشة الحلول الممكنة، كما ترافع البرلمانيون لدى الإدارة المركزية للمكتب نفسه من أجل إدراجه ضمن البرنامج الوطني للتطهير، وكانت النتيجة هي الاتفاق على ضرورة معالجته بشكل نهائي بمعايير بيئية". "وفي هذا سياق، وضع حل لهذا المشكل بعدما خصص للمشروع غلاف مالي يقدر ب12 مليون درهم"، يقول هلال، مضيفا أن "لجنة مختلطة قامت بزيارة إلى الموقع في سياق الصفقة التي من المرتقب إطلاقها بتاريخ 14 مارس 2019"، على حد قوله.