أخيرا، تمكن الطفل رضوان الصحراوي، مبتور القدمين، من الاستفادة من تركيب رجلين اصطناعيتين أغنتاه عن امتطاء ظهر أمه للوصول إلى مدرسته في فاس، وذلك بفضل مبادرة إحسانية توجت حملة تعاطف كبيرة مع حالته، كانت هسبريس سباقة للانخراط فيه عقب انتشار صورة له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو محمول على ظهر أمه، التقطها له أحد المصورين الهواة. "لقد أصبح ابني يمشي على رجليه، هذا جعلني سعيدة جدا"، تقول ربيعة الرميلي، أم الطفل رضوان، الذي يتابع دراسته بالمستوى السادس بمدرسة عبد الله بن الزبير بحي الأمل بمنطقة بندباب، مبرزة لهسبريس أن وضع ابنها، البالغ من العمر 15 سنة، تحسن بعد أن أصبح يعتمد على نفسه في الذهاب إلى المدرسة والعودة منها. "كنت أحمله يوميا على ظهري أو على كرسي متحرك إلى المدرسة، أما الآن فقد أصبح، مثل زملائه، يذهب إليها ويرجع منها إلى البيت على رجليه"، تورد الأم ربيعة مشيرة إلى أن ابنها، الذي بترت رجلاه ويده اليمنى حين كان عمره تسع سنوات بسبب مضاعفات إصابته بمرض التهاب السحايا، صار، عكس السابق، بإمكانه الخروج إلى الشارع وقضاء بعض الوقت رفقة أقرانه، وهو الذي كان لا يقوى على مغادرة جدران البيت بعد العودة إليه من المدرسة. أم رضوان الصحرواي، التي التمست من المتعاطفين مع حالة ابنها عدم التخلي عنه، أكدت لهسبريس أنها لا تعرف الجهة التي تكفلت، من خلال هذه المبادرة الخيرية، بتركيب الرجلين الاصطناعيتين لابنها، موجهة الشكر والامتنان لكل من ساهم في رسم البسمة على وجه ابنها بالقول: "أفهمنا الطبيب، الذي ركب الرجلين الاصطناعيتين وقام بترويض ابني على استعمالهما أن إحدى الجمعيات من منطقة الريش، أعضاؤها مغاربة ومن الخارج، هي من تقف وراء هذا الفعل الخيري". من جانبه، عبر الطفل رضوان، الذي خضع، بمبادرة إحسانية مماثلة، لعملية جراحية تقويمية لأحد أطرافه لأجل تركيب الرجلين الاصطناعيتين، عن بالغ سعادته لهذه الالتفاتة التي أكد، وهو يتحدث لهسبريس، أنها غيرت نمط حياته، حيث صار بإمكانه الحركة دون الاعتماد على ظهر أمه، أو مساعدتها له في التنقل على كرسي متحرك. "أرحت أمي التي كانت تتعذب معي كثيرا، كما أصبح بإمكاني الخروج من البيت للعب مع أصدقائي بزقاق الحي"، يضيف رضوان الصحراوي، الذي يحلم باستكمال دراسته لتحقيق حلمه بأن يصير طبيبا للأطفال. وذكرت نزهة أنور، أستاذة بمدرسة عبد الله بن الزبير، أن جميع أطر هذه المؤسسة تقاسموا مع التلميذ رضوان الصحراوي لحظة الفرح وهو يلج المدرسة لأول مرة على رجليه، موردة أن الجميع سعداء وهم يرون حلم تلميذهم بالقيام إلى السبورة، كباقي زملائه من التلاميذ، يتحقق على أرض الواقع. اندماج رضوان الصحراوي بشكل أفضل داخل وسطه المدرسي بفضل رجليه الاصطناعيتين أكده مدير مدرسته محمد حداش، الذي أبرز، في لقاء مع هسبريس، أنه، فضلا عن ذلك، فقد تحسنت الحالة النفسية والصحية للتلميذ رضوان بعد تركيبه لرجلين اصطناعيتين. وأضاف مدير مدرسة عبد الله بن الزبير قائلا: "لقد أعطى استغناء التلميذ رضوان عن ظهر أمه وعن الكرسي المتحرك شحنة معنوية قوية له لمواصلة مسيرته الدراسية".