تزامناً مع الزيارة التي يقوم بها ملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته الملكة ليتيسيا إلى المملكة المغربية يومي 13 و14 فبراير، أصدرت وزارة الاقتصاد والمالية تقريراً حول تطور المبادلات التجارية الثنائية بين البلدين ما بين سنتي 2000 و2017. وحسب المعطيات التي كشفها التقرير فإن المبادلات التجارية بين البلدين شهدت طفرةً كبيرةً في العقدين الماضيين، إذ انتقل حجمها من 22.3 مليارات درهم سنة 2000 إلى 56.9 مليارات درهم سنة 2010، لتقفز إلى 132.7 مليارات درهم سنة 2017. وبلغت وتيرة التقدم السنوي في المبادلات التجارية بين الجارين ما بين 2010 و2017 ما نسبته 11.5 في المائة. وسنة 2017 ارتفعت صادرات المغرب نحو إسبانيا ب11.3 في المائة مقارنة مع سنة 2016، لتبلغ ما قيمته 58.9 مليارات درهم. أما واردات الرباط من مدريد فارتفعت ب14.9 في المائة خلال السنة نفسها لتصل إلى 73.8 مليارات درهم. وتجعل هذه الأرقام من إسبانيا الزبون الأول للمملكة منذ سنة 2014 بحصة تبلغ 23.7 في المائة من صادراتها، والمورد الأول بحصة تبلغ 16.8 في المائة من وارداتها. لكن العجز التجاري لازال مستمراً لصالح الجارة الشمالية بما قيمته -14.9 مليارات درهم سنة 2017، مقابل -6.3 مليارات درهم سنة 2010. وبالنسبة إلى إسبانيا فإن المغرب يعتبر المورد رقم 11 والزبون التاسع عالمياً، إذ بلغت حصته من صادراتها نحو العالم ما نسبته 2 في المائة سنة 2017؛ كما تستورد 2.8 في المائة من صادراته العالمية. وكانت إسبانيا سنة 2017 واحدة من أكثر الاقتصاديات دينامية في منطقة الأورو، حيث بلغت نسبة النمو 3.1 في المائة. وقد انعكس هذا التحسن إيجابياً على الطلب الإسباني للبضائع المغربية، وكانت على رأسها الملابس المصنوعة، التي تمثل 23.9 في المائة من إجمالي مبيعات المغرب لإسبانيا، ومثلت 14.1 مليار درهم سنة 2017، وحققت ارتفاعاً نسبته 8.2 في المائة مقارنة مع سنة 2016. وفي المرتبة الثانية لصادرات المغرب نحو إسبانيا نجد الأسلاك وكابلات الكهرباء، إذ استحوذت على 17.8 في المائة بقيمة تمثل 10.5 مليارات درهم سنة 2017، وحققت ارتفاعاً ب9.6 في المائة مقارنة مع سنة 2016. أما مشتريات المغرب من إسبانيا، حسب التقرير، فهي الغازوال وزيوت الوقود بنسبة 11.7 في المائة من إجمالي الواردات منها سنة 2017، تليها محركات المكبس والمحركات وأجزاؤها الأخرى. وعلى مستوى السياحة، استقطبت المملكة المغربية 711 ألف سائح إسبانيي سنة 2017 مقارنة مع 615.720 سائحا سنة 2016. ويمثل هؤلاء 12.1 في المائة من مجموع السياح الوافدين، ويدرون ما مجموعه 5.6 مليارات درهم على المغرب. أما مغاربة إسبانيا فتبلغ تحويلاتهم إلى المغرب 5.4 مليارات درهم حسب أرقام سنة 2016؛ وهو ما يجعلها في المرتبة الثالثة في تحويلات مغاربة الخارج، بعد فرنسا في المرتبة الأولى وإيطاليا في المرتبة الثانية. على مستوى الاستثمارات الإسبانية المباشرة في المغرب، بلغت سنة 2017 ما يناهز 1.1 مليار درهم، بانخفاض بلغت نسبه 7.6 في المائة مقارنة مع سنة 2016، وتبلغ حصتها من مجموعة الاستثمارات المباشرة الأجنبية حوالي 3.1 في المائة. وتفيد أرقام وزارة الاقتصاد والمالية بأن الاستثمارات المباشرة الإسبانية بلغت سنة 2007 حوالي 6.2 مليار درهم، وما يجعلها اليوم في المرتبة السابع في الاستثمار الأجنبي، ما يعني أنها سائرة في الانخفاض سنوياً.