رسالة مؤثرة تلك التي بعث بها الوجه البارز في حراك الريف، ناصر الزفزافي، إلى أمه التي سافرت إلى فرنسا من أجل العلاج من مرض ألَّم بها على مستوى العمود الفقري، يقتضي إدخال المياه إلى الجهاز الحيوي من جسمها لتجنب الشلل الذي بات يهدد صحتها، حسب ما أسرّت به مصادر مقربة من عائلة الزفزافي لجريدة هسبريس الإلكترونية. وقالت المصادر إن "أحمد الزفزافي رافق زوجته صوب أحد المستشفيات الفرنسية"، مشيرة إلى وجود تحضيرات مكثفة من أجل إنجاح مسيرة 16 فبراير المزمع تنظيمها في العاصمة البلجيكية بروكسيل، مناصرة للنساء الريفيات اللواتي يعانين من ظلم أبناء الوطن، من تيار "الدياسبورا"، خصوصا بعد توليهن مسؤولية التواصل مع المؤسسات الأوروبية للتعريف بملف الحراك. وأضافت المصادر ذاتها أن "الريفيين في مختلف مناطق أوروبا يعبئون الناس ويوزعون المنشورات الداعية إلى الاحتجاج من أجل دعم تيار ناصر الزفزافي على حساب الجمهوريين، الذين يحاولون تحويل المعركة من مطالب اجتماعية وحقوقية إلى إثبات للذات والانفصال"، وفق تعبيرها. وبعث ناصر الزفزافي رسالة مؤثرة إلى والده عقب علمه بسفر أمه من أجل العلاج، قال فيها: "كم كنت أتمنى يا أماه أن أكون بجانبك في هذه اللحظات العسيرة التي تمرين بها لأمنحك بعض جرعات الحب والأمل في وقت نزلت عليك الجراح والنكبات تباعا، لكنك وقفت صامدة شامخة أمامها مثلما عهدتك دائما، كم كنت أود أن أكون بجانبك أيضا لأحظى بدعمك ورعايتك وحنانك الذي كان دائما يمنحني الأمل في هذه الحياة". وأضاف الوجه البارز في حراك الريف: "أعلم علم اليقين يا أماه أن ظروف إجراء هذه العملية صعبة وفوق طاقة تحملك، فها أنا أقبع خلف هذا العدم أجتر عشرين سنة من السجن خلف القضبان جزاء لي على خروجي إلى الشارع لأضمن لك ولباقي أبناء وبنات ريفنا الحق في التطبيب والعلاج من السرطان الذي ينخر جسدك وجسد عموم أبناء وبنات الريف". وتابع قائلا: "لقد وصلني يا أمي الغالية أنك ودعت غرفتي وقبلت كتبي وملابسي التي تحمل ريحتي كوداع أخير لي وهذا ما لا أتمناه أن يحدث أبدا، وإذا ما جرت الرياح وهبت النوائب عكس ما تشتهي إرادتنا وأمانينا، فلتعلمي يا أمي أنني حملتك في قلبي منذ أن رأيت النور وستظلين فيه إلى الأبد". وزادت الرسالة التي نشرها والد ناصر: "أتمنى أن أكون عند حسن ظنك بي وراضية عني فأنت رحمتي، وإذا لم يكتب القدر لنا أن نلتقي مرة ثانية فلقيانا في العالم الآخر الذي سننعم فيه بالراحة والحرية والكرامة التي لم نحظ بها هنا، حيث لا يوجد قمع ولا ترهيب ولا حصار وإنما عدالة إلهية مطلقة، وفي الأخير أقول صبرا والدتي إن الله يمهل ولا يهمل".