أخبار غير سارة جاءت الدبلوماسية المغربية من قلب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي احتضنت القمة الإفريقية، حيث تقرر دمج جنوب إفريقيا داخل آلية "الترويكا" التي أقرتها المفوضية الإفريقية لمتابعة ملف الصحراء داخل أجهزة الاتحاد الإفريقي؛ فيما مازالت الجزائر ونيجيريا مسيطرتين على مجلس السلم والأمن، بعد أن حشدتا للأمر مختلف الدول المناوئة للمصالح المغربية، وتتقدمها كل من كينيا وليسوتو وغيرهما. جنوب إفريقيا، التي تود المضي بعيدا داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، بعد أن تمكنت رسميا من الحصول على رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال الدورات المقبلة، من المنتظر أن تشكل خصما عنيدا بالعودة إلى مواقفها التقليدية من الصحراء، ومساندتها الدائمة لجبهة البوليساريو داخل مجلس الأمن؛ وهو ما سيشكل تحديا كبيرا للخارجية المغربية، رغم الانتصارات الأخيرة التي تحققت على مستوى الاتحاد الأوروبي، بعد المصادقة على اتفاق الصيد البحري. وبهذا القرار، تواصل دول الاتحاد الإفريقي معاكسة المصالح المغربية، خصوصا أن المملكة سبق وعبرت عن رفضها تدخل المنظمة القارية في قضية الصحراء، وهو ما سجلته الأممالمتحدة بدورها، بعد تحذيرها هياكل الاتحاد من إطلاق أي مبادرة موازية أو منافسة لعمل الهيئة الأممية ومجلس الأمن، مشترطة مدها بسبل الاشتغال قبل الشروع في الآلية. ومعروفٌ أن العلاقات المغربية مع الجزائروجنوب إفريقيا ونيجيريا تشوبها كثير من العداوة، نظرا للتنافس المحموم على ريادة القارة، إذ تحاول جميع البلدان جذب الاستثمارات وتعزيز مكانتها داخل المنتظم الدولي، من خلال التنسيق مع الدول الإفريقية الأخرى، وهو ما يجعل أروقة الاتحاد الإفريقي ساحة للدسائس أكثر مما هي للتعاون البيني. رضا فلاح، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ابن زهر بأكادير، قال إن "تحركات جنوب إفريقيا وغيرها من الدول داخل الاتحاد الإفريقي لا تستدعي الكثير من القلق، إذ سبق وأوضح الاتحاد أنه يشتغل تحت سيادة الأممالمتحدة في ما يتعلق بقضية الصحراء، وليس بمقدرته تجاوز قرارات مجلس الأمن في هذا الباب". وأضاف فلاح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المغرب أيضا عضو داخل مجلس السلم والأمن، وإذا اقتضى الأمر التدخل من أجل تصحيح مغالطات بعض الأطراف فالدفاع عن الحقوق أمر متاح"، مشيرا إلى أن "الدبلوماسية المغربية مطالبة بكثير من الحذر، لكن أيضا بقوة الفاعلية والسبق المبادر، لإخفاق جميع محاولات تأليب منظمة الاتحاد الإفريقي". وأوضح الأستاذ الجامعي أن "الدول الصديقة للمغرب تشكل الأغلبية داخل الاتحاد، وعلى المملكة استثمار الأمر بالشكل المطلوب"، مشددا على أن "التحالفات الإقليمية في العالم بأسره أصبحت تتسم بنوع من الطابع غير الودي، ويتضح ذلك بشكل أوضح داخل الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا".