تُوّج الشاعر اللبناني وديع سعادة بجائزة الأركانة العالمية للشعر، الممنوحة من طرف بيت الشعر في المغرب، بدعم من مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، ووزارة الثقافة، في حفْل احتضنته القاعة الكبرى بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مساء الأربعاء. ومُنحت جائزة الأركانة للشاعر اللبناني وديع سعادة، تتويجا لمساره الشعري الممتدّ لنصف قرن، أبدع خلاله منجزا شعريا وصفه التقرير الذي قدّمته الأمانة العامة للجائزة ب"المتفرد"، وبكونه "أسهم بجماليّته في إحداث انعطافة في مسار قصيدة النثر العربية وفتحها على أفُق كوني يحتفي بالشخصي والإنساني والحياتي". ونوّه الشاعر المُحتفى به، أو "شاعر الغياب الذي انكسرت في يده زجاجة العالم"، كما وصفته الأمانة العامة لجائزة الأركانة العالمية للشعر، بهذه الجائزة المغربية، التي بلغت دورتها الثالثة عشرة، معتبرا أنها تملأ الفراغ الثقافي على المستوى العربي، لكوْنها من الجوائز القليلة المهتمّة بالشعر، بينما تُكرّس أغلب الجوائز العربية لتكريم الأعمال الروائية. كما نوّه الشاعر اللبناني بنزاهة لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية للشعر، وحرْصها على منْح الجائزة لمَنْ يستحقها من الشعراء، "فيما عدد من الجوائز تتحكم فيها العلاقات العامة والمحسوبية"، مضيفا أن "جائزة الأركانة تنأى بنفسها عن ذلك، وهذه قيمة إضافية لها تجعلها مميزة عن باقي الجوائز العربية، وتجعلها مُستحقّة للتقدير من الشعر والشعراء". ونادى وديع سعادة بإيلاء مزيد من الاهتمام للشعر، باعتباره وسيلة راقية لنشر المحبة والسلام، في وقت تتناقص مساحات الجمال في العالم وتتوسع مساحات القتل والحقد والكراهية والعنصرية، مبرزا أنّ جائزة الأركانة العالمية للشعر تعلّي مقام الشعر وتُدين القتل والعنف والعنصرية واللا إنسانية. ونوّهت الكلمات التي ألقيت في حفل تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر بالمُنجز الشعري للشاعر اللبناني وديع سعادة، إذ قال مراد القادري، رئيس بيت الشعر، إنّ سعادة "لا يُشبه أحدا، بل يشبه نفسه فقط، فيما يحاول آخرون التشبه به وخطو خطه الشعري المشدود إلى قريته اللبنانية شبطين، التي ظل مرتبطا بها وظل حاملا إياها معه أينما حلّ وارتحل". واعتبر محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، أنّ منح جائزة الأركانة العالمية للشعر للشاعر اللبناني وديع سعادة "هو تحية مغربية للشِّعرية اللبنانية، التي تظل من أهم التجارب المؤسِّسة للشعر العربي الحديث، والتي لا تضاهيها سوى الشعرية المغربية"، مشيرا إلى أنّ الغاية من جائزة الأركانة العالمية للشعر هي "الاعتناء بالشعر والشعراء كسبيل أصيل لتمجيد الذوق وتبجيل الإبداع". من جهتها، قالت دينا الناصري، مديرة مؤسسة صندوق الإيداع، إنّ جائزة الأركانة العالمية للشعر تقرّب المغرب الشعري من نفسه، وتقرّب الشعرية المغربية من نظيرتها العالمية، مبرزة أنّ الجائزة "نجحت في احتلال مكانة بارزة داخل المشهد الشعري العربي والعالمي كلحظة للانتصار الشعري، وكمنصة يرتقي فيها صناع الدهشة لصناعة الإبداع بعيدا عن الحروب والاقتتال". ووُلد الشاعر وديع سعادة عام 1948 بقرين شبطين شمال لبنان، وعمل في الصحافة العربية ببيروت ولندن وباريس وأثينا ونيقوسيا، وهاجر إلى أستراليا أواخر العام 1988. وصدرت للشاعر مجموعة من المجاميع الشعرية، منها "ليس للمساء أخوة"، و"المياه المياه"، و"رجل في هواء مستعمل يقعد ويفكر في الحيوانات".. وتكونت لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية للشعر في دورتها الثالثة عشرة من عبد الرحمان طنكول رئيسا، وعضوية كل من الشاعر حسن نجمي، والناقد خالد بلقاسم، والشاعر رشيد المومني، والشاعر نجيب خداري، والشاعر مراد القادري، والشاعر رشيد خالص.