كل التطمينات القادمة من بروكسيل والرباط غير كافية بخصوص العمل باتفاق الصيد البحري، ذاك ما يفهم من التصريحات الأخيرة لوزير الفلاحة الإسباني، لويس بلانس، الذي طالب ب"تسريع المصادقة على اتفاق الصيد بين أوروبا والمغرب، لدخول السفن الإسبانية إلى المياه الإقليمية للمملكة قبل حلول فصل الصيف المقبل". وعبر بلانس، في حديث مع وسائل إعلام رسمية إسبانية، عن "أمله في دخول الاتفاق حيز التنفيذ سريعا، ضمانا للسير العادي للسفن الإسبانية وللتجارة في جنوب الجارة الشمالية"، مشيرا إلى أهمية الاتفاق بالنسبة للصيادين الإسبان، وزاد: "العلاقات متينة بين الطرفين، والمصادقة خير دليل على الأمر". واضطرت الحكومة الإسبانية، طيلة فترة التوقف، إلى اللجوء إلى المساعدات المباشرة عقب الاحتجاجات التي اجتاحت الموانئ الإسبانية، من أجل إعادة الدفىء إلى الأنشطة البحرية الإسبانية في المغرب، خصوصا أنها استفادت من 49 ترخيصًا (35 قاربًا أندلسيًا و10 قوارب كنارية، و4 قوارب غاليسية) عام 2018، تضم 534 من أفراد الطاقم، 107 منهم من المغاربة. وفي هذا الصدد، يرى كريم عايش، الباحث في القضايا الإستراتيجية، أن "إسبانيا، إضافة إلى أنها شريك اقتصادي مهم وإستراتيجي للمغرب، باعتبارهما بوابتين قاريتين للتبادل التجاري، فهي تعتمد أيضا على اتفاق الصيد البحري الذي يجمعها مع المملكة بصفة وثيقة". وأضاف عايش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "إسبانيا يُعرف عنها أيضا بالاهتمام بالصيد البحري الذي عرف تطورا كبيرا على هذا المستوى، خاصة بإعدادها للأطر البحرية واحترافية تكويناتها، مع ارتفاع عدد المتخرجين وازدحام الشركات الإسبانية على امتداد شريط بحري يقدر ب8000 كيلومتر". وأَوضح الباحث في العلوم السياسية أن "الشريط نفسه يعرف انتشار الزراعات البحرية، وترجع إحداها إلى سنة 1129 ميلادية، وهو ما يبرز عراقة الصيد البحري كنشاط متجذر في الوجدان الإسباني، وهو أيضا ما يجعل المملكة الإسبانية على لسان وزير الفلاحة والصيد البحري الإسباني لويس بلاناس تطالب بالتصديق العاجل على اتفاقية الصيد لإعطاء دينامية جديدة للقطاع، الذي يمكنها من الاستجابة لمطالب لوبي الصيادين الإسبان". وأردف عايش: "لوبي الصيد له قوة ضغط كبيرة تحرك مئات آلاف من منخرطيه ضد أي إجراء يعرقل استفادته من الاتفاقية، ويحرمه من مداخيل اقتصادية تحارب البطالة وتفتح آفاق شغل للمتخرجين الجدد، وتحيي جزءا من قطاع الصيد البحري الإسباني، كما تطيل عمر شغل صغار صياديه، وهو ما يستفيد منه المغرب عبر تنويع شراكاته الاقتصادية وتعزيز أواصر علاقاته عبر شراكة رابح رابح".