دعا عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، معتقلي وأسر "حراك جرادة" إلى مراسلة الملك محمد السادس من أجل العفو عنهم، باعتبارهم "مَا دَايرينْشْ شي حاجة كثيرة"، مشيرا إلى أن مشكل جرادة واضح ويتعلق بإغلاق أكبر منجم للفحم في المدينة، وزاد: "لكن في المقابل المشاكل لا تَعني التخريب"، على حد تعبيره. وأضاف بنكيران في بث مباشر على صفحة سائقه الشخصي ب"فيسبوك"، اليوم الاثنين، أن "الاحتجاجات يجب أن يقودها العاقلون؛ لأن الشبان الصغار لهم حماس زائد عن اللزوم، ومن غير المقبول أن يقوموا بأمور وبعدها يأتي الطلب من أجل الصفح"، لافتا إلى أن "جرادة ليست الوحيدة التي تعاني من المشاكل، بل المغرب كله". وأوضح الأمين العام السابق ل"البيجيدي" أن "الاحتجاجات يجب أن تكون في إطار القانون، وليس بمنطق تحدي الدولة"، معتبرا "الأمر خطيرا إذا كان ينطلق من هكذا تفكير"، مشددا على أن "الملك لا يقصّر في تحركه من أجل المواطنين، لكن الناس المسيرين للبلاد الله يهديهم، كي يمنحوا للناس حقوقهم الكاملة". ورفض بنكيران، في لقائه بأعضاء شبيبته الحزبية القادمين من جهة الشرق، وصف شباب "حراك جرادة" بالطائش؛ لكن في المقابل لا يمكن أن يطلبوا المستحيل، مذكرا بأنه اعتقل أيضا في سن الشباب، والمعتقلون "غيديرو عقلهم فالمستقبل"، وزاد: "من يطلب من الدولة شيئا عليهم أن يطلب بشكل لائق". وبخصوص عبارة "الزعيم الأممي"، طالب بنكيران بحذفها، باعتبار عبد العزيز أفتاتي هو صاحبها، مشيرا إلى أن الرجل بدأ يفقد المنطق والمصداقية، مطالبا إياه "اشد الأرض"، متمنيا من الملك إن كان قد سمع مباشره أن يعفو عن المعتقلين، وزاد: "الدولة مثل الأب، يمكن أن نتخاصم أو يظلمنا، لكن لا يمكن أن نقاطعه". وإضافة إلى معتقلي جرادة، توقع عبد الإله بنكيران، أول أمس السبت، أن يسْتفيدَ ناصر الزفزافي، أيقونة "حراك الريف"، ومجموعته الصّادرة ضدّهم أحكام بالسجن بين عام و20 عاماً، من عفو ملكي. وأوضح بنكيران أنَّ "المسؤولية الحقيقية لا يتحملها هؤلاء الشباب؛ لأنه معروف أن الحزب،الذي كان يؤطر تلك المنطقة كان سيدخل البلد في متاهة لا يعلمها إلا الله"، واصفاً معتقلي حراك الريف ب"الضحايا". وأضاف أن "المشكل سيحل بعفو ملكي"، قبل أن يكشف أنه طلبَ من الملك أن يعفو عنهم. وفي المنحى ذاته، دعا بنكيران مناصري معتقلي "حراك الريف" إلى أن يذهبوا إلى البيوت من أبوابها، مضيفا: "لا تنتظروا مني الدعم بالضغط على الدولة"، وأكد أنَّ "الدولة مايمكنش تعاملها بشد لي نقطع ليك"، واصفاً حزبه ب"حزب الدولة بامتياز، ولا أدري كيف أسسوا حزبا سياسيا ونحن موجودون وما دعمونا وما خسْروا علينا درهم".