تفاجأ العديد من منتخبي جماعة الدارالبيضاء ببرمجة العمدة، عبد العزيز العماري، في جدول أعمال دورة فبراير، قرابة 80 نقطة لمدارستها والتصويت عليها في جلستين. واستغرب أعضاء المجلس الجماعي للدار البيضاء إدراج هذا العدد الهائل من النقط في جدول أعمال هذه الدورة دون توصلهم بالوثائق الخاصة بها، ووصفوا الدورة بأنها "دورة كوكوت مينوت"، مشددين على أن النقط المبرمجة تتطلب وقتا أطول لمناقشتها وأن برمجتها في دورتين لن يفي بالغرض. وعلى الرغم من كون المجلس الجماعي خصص جلستين لمناقشة النقط المبرمجة في جدول الأعمال، إلا أن رئيس لجنة التعاون والشراكة والعلاقات العامة والخارجية بمجلس جماعة الدارالبيضاء، عبد الجليل أبازيد، اعتبر أن المكتب المسير بقيادة العدالة والتنمية "حطم الرقم القياسي، ويبدو أنه يريد الانتهاء من جميع المهام في هذه الدورة". وقال عبد الجليل في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "اللّي ما عمْرو تجْبدْ تْجبدْ"، مضيفا أن "هذا الأمر خلق تذمرا للعديد من المستشارين الجماعيين، خاصة أنهم لم يتوصلوا بالوثائق الخاصة بالنقط المبرمجة"، منتقدا في الوقت ذاته "غياب التواصل من لدن المكتب في مثل هذه الأمور". من جهته، الحسين نصر الله، عن الفريق الاستقلالي، وصف جدول أعمال الدورة الذي تضمنته الدعوة التي وجهها العماري إلى أعضاء المجلس بأنه "ليست جدول أعمال، بل قُفّة"، وتساءل ما إذا كان المكتب المسير يرغب في الحصول على "كونجي" من وراء برمجته لكل هذه النقط. ولفت المستشار الاستقلالي، ضمن تصريحه لهسبريس، إلى أن كثرة النقط التي قاربت الثمانين "تضرب في العمق مبدأ التداول الذي هو أساس المجلس، ذلك أن هذه النقط ستستهلك وقتا كبيرا". وشدد العضو المعارض على أن ما أقدم عليه المكتب "لن يجعل المجلس يتداول في النقط، وإنما سيمر عليها مرور الكرام دون نقاش"، لافتا إلى أن "المجلس يتذرع بكون نقط جدول الأعمال تتم برمجتها مسبقا في اللجان، لكن اللجان تتدارسها والمجلس يتداول فيها، وهناك فرق كبير بين الأمرين"، ناهيك عن "تذمر الأعضاء من عدم التوصل بالوثائق القانونية"، يضيف نصر الله. وينتقد منتخبو العاصمة الاقتصادية المكتب المسير بسبب إقدامه على توجيه الدعوات الخاصة بالاجتماعات في وقت متأخر من الليل، دون منحهم الوثائق الخاصة بما ستتم مناقشته فيها، رغم أن القانون يفرض توصلهم بها قبل عشرة أيام من انعقاد الدورة.