تحسن ملحوظ حققه المغرب ضمن نتائج مؤشر مدركات الفساد لعام 2018 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية "ترانسبرانسي"، إذ انتقل من الرتبة 81 إلى الرتبة 73، متقدما بثماني درجات، ومحققا الصدارة على مستوى الدول المغاربية. مؤشر مدركات الفساد الذي يستند إلى 13 استطلاعا وتقييما للفساد أجراه خبراء لتحديد درجة انتشار الفساد في القطاع العام في 180 دولة وإقليما، عن طريق إسناد درجة تتراوح بين 0 (الأكثر فسادا) و100 (الأكثر نزاهة)، حصلت خلاله المملكة على معدل 43 نقطة من أصل 100. وبهذا تكون البلاد استطاعت التقدم بثلاث نقاط مقارنة مع 2017، التي حصلت خلالها على معدل 40 نقطة. وتقدم المغرب قائمة الدول المغاربة، متبوعا بتونس التي حلت في الرتبة نفسها، فيما حلت الجزائر في الرتبة 105 دوليا؛ بينما تقدمت الإمارات العربية المتحدة قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلولها في الرتبة 23 دوليا، متبوعة بقطر في الرتبة 33، ثم عمان في الرتبة 53، فالأردن والمملكة العربية السعودية في الرتبة 58 دوليا. وسجل المؤشر ما أسماه "الفشل المتواصل لمعظم الدول في الحد من الفساد على نحو فعال يساهم في تفاقم أزمة الديمقراطية في العالم"، إذ حصلت أكثر من ثلثي الدول على درجة تقل عن 50 نقطة، في حين أن معدل الدرجات بلغ 43 نقطة. ومنذ سنة 2012، لم تحرز سوى 20 دولة تقدما في درجاتها، من بينها استونيا وساحل العاج، في حين تراجعت 16 دولة تراجعا ملحوظا، من بينها أستراليا وتشيلي ومالطا. وقالت باتريشيا موريرا، المديرة التنفيذية لمنظمة الشفافية الدولية: "في ظل ما نراه من تهديد للمؤسسات الديمقراطية حول العالم، غالبا على يد قيادات ذات توجه استبدادي أو شعبوي، يتعين علينا أن نبذل جهدا أكبر لتعزيز الضوابط والتوازنات الديمقراطية ولحماية حقوق المواطنين". وأضافت موريرا: "ينخر الفساد الأنظمة الديمقراطية شيئا فشيئا ليؤدي في نهاية المطاف إلى حلقة مفرغة، يضعف فيها الفساد المؤسسات الديمقراطية، وفي المقابل، بسبب ضعفها، تصبح أقل قدرة على مكافحته". وتتصدر المؤشر كل من الدنمارك ونيوزيلندا، إذ حصلتا تباعا على درجتي 88 و87. في حين احتلت الصومال وجنوب السودان وسوريا أدنى مراتب المؤشر، إذ حصلت تباعا على 10 و13 درجة. وكانت أعلى الدرجات على مستوى المناطق من نصيب منطقة أوروبا الغربية والاتحاد الأوروبي، حيث بلغ المعدل 66 درجة؛ في حين ظهرت أدنى الدرجات في منطقة إفريقيا (بمعدل 32 درجة) وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى (بمعدل 35 درجة). وكشف التحليل المقارن للبيانات المتعلقة بالديمقراطية في العالم وجود علاقة بين الفساد ومستوى الديمقراطية، إذ حصلت الديمقراطيات الكاملة على معدل 75 درجة في مؤشر مدركات الفساد، في حين سجلت الديمقراطيات المعيبة معدل 49 درجة. وسجلت الأنظمة الهجينة، التي تشوبها بعض التوجهات الاستبدادية معدل 35 درجة. وكان أضعف معدل من نصيب الأنظمة الاستبدادية التي سجلت حوالي 30 درجة فقط في مؤشر مدركات الفساد.