أثارت طريقة تنظيم مسار الماراطون الدولي لمدينة مراكش تذمر واستياء العديد من المواطنين والسائقين بقطاع النقل العمومي والسياحي، بعدما أغلقت في وجوههم عدة طرق خصصت للماراطون. وقامت هسبريس بزيارة عدة مسالك وطرق بمقاطعة سيدي يوسف بن علي، وعاينت الاختناق الذي سادها، منها طريق الواد والكولف الملكي في اتجاه طريق آيت أورير وورزازات، التي لا يشملها مسلك هذه التظاهرة الرياضية، حيث تراكمت المركبات وشاع الازدحام وتعالت أصوات المواطنين، تنديدا بإغلاق عدة طرق في وجوههم، دون سابق إنذار، أو فتح منافذ تمكنهم من الوصول إلى وجهاتهم. وقال محمد حدوش، وهو سائق مهني من النقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة(UMT) ، إن "العديد من سائقي سيارات الأجرة حوصروا بعدة حواجز، مما نتج عنه اختناق في شارع باب أغمات والمصلى وشارع الواد وباب أيلان وباب أحمر، وهو ما انعكس سلبا على هؤلاء السائقين، الذين ضاعت منهم أكثر من ثلاث ساعات، رغم أنهم متابعون بأداء أقساط الكراء". وعاب هذا السائق، في تصريحه لهسبريس، على السلطات الإقليمية والمنظمين "عدم الاستفادة من الأخطاء التي ترتكب في كل دورة"، مشيرا إلى أن طريقة تنظيم مسار هذه الدورة تخللتها عدة عيوب، منها عدة ثغرات بخطة السير والجولان، التي عرقلت السير وحرمت العديد من المواطنين من قضاء أغراضهم، مؤكدا أن "سائقي سيارات الأجرة سيرجعون اليوم بخفي حُنَيِن". وفي السياق نفسه، قال محمد بامنصور، الكاتب العام للفدرالية الوطنية للنقل السياحي لهسبريس، "ككل الدورات عانينا رفقة زبنائنا كثيرا بسبب كثرة الطرق التي كانت مغلقة"، مضيفا أن "العديد من ضيوف المغرب وغيرهم من المسافرين ورجال الأعمال، لم يلتحقوا بمطار محمد الخامس في الوقت المحدد". وتابع بامنصور قائلا: "معظم من لم يلتحقوا بالطائرات التي حجزوا بها مقاعد سفرهم، وجدوا أنفسهم مضطرين للحجز من جديد في الفنادق، حتى يتسنى لهم السفر يوم غد، مما سيكلفهم مبالغ مالية أخرى، منهم من لا تسعفه قدرته المالية على تحلمها". وأضاف أن هذا التصرف يضرب صورة المغرب السياحية، التي تعاني من العبث والعشوائية في العديد من الجوانب". وأشار الكاتب العام للفدرالية الوطنية للنقل السياحي إلى أن "العديد من المدن العالمية تعرف تنظيم الملتقيات العالمية للماراطونات، وتجد دائما مسالك للدراجات والسيارات والراجلين، مما يحول التظاهرة إلى نشاط ممتع، ولكن تنظيم ماراطون مراكش يخلق صراعات بين المواطنين وشرطة المرور والسائقين".