جرى مساء الخميس بالدار البيضاء، عرض مسرحية سيدي عبد الرحمان المجدوب للطيب الصديقي، وذلك بعد إعادة إخراجها في حلة جديدة، وبرؤية فنية حديثة من قبل الفنان والمخرج محمد مفتاح. ويتمحور هذا العمل المسرحي، الذي ارتأى مفتاح المتتلمذ ضمن فرقة مسرح الناس، إحياءه بإخراج جديد وبرؤية فنية حديثة، حول الشيخ عبد الرحمان المجدوب برباعيته المتداولة في التراث الشعبي الشفاهي المغربي، المليئة بالعبر والحكم. ويدون هذا العمل المسرحي، الذي ألفه الراحل الطيب الصديقي سنة 1966، مقولات الشيخ سيدي عبد الرحمان المجدوب، في سفره عبر مغرب العهد السعدي، حيث عمل على استنباط وسبر أغوار شخصية هذا الشيخ. وشخص أدوار مسرحية سيدي عبد الرحمان المجدوب ثلة من الفنانين المغاربة منهم على الخصوص محمد مفتاح، وآمال الثمار، ومصطفى الخليلي، وفاطمة إبليج، وسناء كدار، وجلال قريوا، والصديق مكوار، وعمر البحاري، وخالد الناصري. وبهذه المناسبة قال رئيس مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع، بكر الصديقي، إن "عرض هذه المسرحية يأتي بعد الصدى الرائع للمسرحية لدى الفاعلين الثقافيين والمسرحيين والصحافة المختصة، بعد جولة شملت كلا من المغرب والإمارات العربية المتحدة خلال شهر دجنبر الماضي". وأضاف المتحدث ذاته أنه "بعد أزيد من نصف قرن، تحيى هذه المسرحية برؤية فنية حديثة بإخراج جديد للرائد محمد مفتاح، والتي استنبط فيها الطيب الصديقي وسبر أغوار شخصية الشيخ عبد الرحمان المجذوب، برباعياته المتداولة في التراث الشعبي الشفاهي المغربي". وأضاف أنه يتم إحياء هذه المسرحية، التي ألفها الطيب الصديقي سنة 1966، مع بعض أعضاء مسرح الناس التاريخيين وعلى رأسهم الفنان محمد مفتاح برؤية فنية حديثة. ويندرج عرض هذه المسرحية من قبل فرقة مسرح الناس، في إطار جولات تغطي عدة محطات داخل وخارج أرض الوطن ابتدأت من شهر دجنبر القادم، وذلك، بمبادرة من مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع. وتشمل الجولة الداخلية، المنظمة بشراكة مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، معظم مدن وجهات المملكة سنة 2019. أما الجولة الخارجية، المنظمة بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، فقد بدأت بالإمارات العربية المتحدة مؤخرا على أن تتواصل هذه العروض ببلدان أخرى سنة 2019. ويتمحور هذا العمل المسرحي، الذي يروم إحياء الريبيرتوار الفني للمسرحي الكبير الطيب الصديقي، حول الشيخ سيدي عبد الرحمان المجدوب، حيث جعلت مخلية المؤلف، شابا من العصر الحديث، يعبر أجيالا وقرونا لتعلم فن الحلقة، فإذا به يصادف رواة جامع الفناء في استحضارهم لسيرة سيدي عبد الرحمان المجدوب. وأصر الطيب الصديقي على أن يستلهم هذه اللوحة الفنية بأساليب فرجوية مغربية، مبرهنا بأن الحلقة هي نوع مسرحي عريق.