عرضت فرقة (مسرح الناس) التابعة لمؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع، مسرحية " سيدي عبد الرحمان المجذوب" في حلتها الجديدة، في عطلة نهاية الاسبوع ،بمدينتي مارسيليا وآفينيون (جنوب شرق فرنسا) ، وذلك بشراكة مع وزارة المغاربة المقيمين بالخارج، وشؤون الهجرة. وتتوخى مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والابداع، من خلال جولتها الخارجية بهذه المسرحية،التي ألفها الراحل الطيب الصديقي سنة 1966 ، وحاول من خلالها سبر أغوار شخصية الشيخ عبد الرحمان المجذوب، وتدوين مقولاته في سفر عبر مغرب السعديين، إحياء الريبيرتوار الفني، وربط صلة الوصل بمغاربة الخارج حول تراثهم الثقافي. وتتمحور المسرحية التي ارتأى مخرجها، محمد مفتاح، احياءها باسلوب فني جديد ورؤية ابداعية حديثة، حول شخصية عبد الرحمان المجذوب، ورباعياته المتداولة في التراث الشعبي الشفاهي المغربي ، والمليئة بالعبر والحكم. وتتمحور المسرحيته، حول شاب من العصر الحديث، يسافر عبر الزمن، قاطعا قرونا وأجيالا لتعلم فن الحلقة ،ليستقر به المقام أمام رواة جامع الفنا في استحضارهم لسيرة سيدي عبد الرحمان المجذوب. ويشارك في تشخيص أدوار المسرحية، التي أضفى عليها المؤلف أساليب فرجوية بالدارجة المغربية ، مبرهنا على ان الحلقة نوع مسرحي عريق، على الخصوص ، كل من محمد مفتاح، وأمل التمار،وفاطمة ابليج، وسناء كدار ومصطفى الخليلي،وجلال قريوا، والصديق مكوار،وجواد العلمي ، وخالد الناصري. وقال محمد بكر الصديقي،رئيس مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والابداع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ان اعادة احياء هذه المسرحية بأسلوب فني ورؤية اخراجية جديدة، يندرج في اطار حرص المؤسسة على الحفاظ على الذاكرة الفنية، والموروث الثقافي للراحل الطيب الصديقي. وأكد ان المسرحية لقيت خلال عرضها بمارسيليا وأفينيون ، اقبالا وتفاعلا من لدن جمهور متنوع ضم بالاضافة الى مغاربة ،حضورا من اصول مغاربية بالنظر الى ان المسرحية سبق ان عرضت في صيغتها الاولى بالجزائر وتونس وفي المشرق واروبا في ستينات وسبعينات القرن الماضي وساهم فيها المخرج محمد مفتاح كممثل آنذاك، مشيرا الى أن المسرحية ستعرض في اطار هذه الجولة التي انطلقت من الامارات ،بعد غد الاربعاء بمدينة البندقية (ايطاليا) على ان يتم عرضها مرة اخرى يوم 27 مارس بمناسبة اليوم العالمي للمسرح بمدينة وجدة عاصمة الثقافة العربية . وتهدف مؤسسة الطيب الصديقي على الخصوص ،الى حفظ ذاكرة وأرشيف هذا الفنان الراحل من مخطوطات وصور ولوحات تشكيلية وكتب وتسجيلات سمعية بصرية، وريبيرتوار مسرحي، والتعريف برصيده الفني لدى الاجيال الشابة ، فضلا عن تنظيم ندوات وملتقيات فنية ، وانجاز دراسات حول المسرح المغربي .