وضع الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب برسم سنة 2019، الذي تستضيفه مدينة مكناس انطلاقا من 16 إلى 21 أبريل المقبل، قضية التشغيل في العالم القروي على رأس الأولويات في هذه الدورة. وقررت إدارة الملتقى، الذي اختار هذه السنة دولة سويسرا ضيف شرف، أن تجعل من التشغيل في العالم القروي الموضوع المحوري؛ وذلك انسجاما مع التوجهات الملكية، وكذا بالنظر إلى رهانات المغرب في هذا الباب. وحسب ما أكده جواد الشامي، المندوب العام للملتقى، في ندوة صحافية للإعلان عن تاريخ ومستجدات هذه النسخة، عقدت بأحد الفنادق بالدار البيضاء، مساء الخميس، فإن هذه الدورة، التي اختير لها موضوع "الفلاحة، كرافعة لخلق مناصب الشغل ومستقبل العالم القروي"، تؤكد "الطموحات الكبرى للقطاع الفلاحي المغربي ومساهمته في الورش الوطني الكبير للتفكير حول النموذج التنموي بكل أبعاده". ولفت المتحدث نفسه، بحضور سفير دولة سويسرا بالعاصمة الرباط، إلى أن جمعية الملتقى تسعى إلى وضع التشغيل في العالم القروي ضمن اهتماماتها لهذه الدورة؛ وذلك استلهاما من الأحداث الراهنة والاهتمامات الكبرى للبلاد، وسياق الخطاب الملكي في افتتاح البرلماني يوم 12 أكتوبر 2018. وشدد مدير الملتقى الدولي على أَن توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول تحديات العالم القروي وآفاق تنميته شكلت أيضا دافعا لاختيار هذا الموضوع، على اعتبار أن "مختلف التحولات التي تعيشها الساكنة القروية تسائل جميع الفاعلين المتدخلين في المجال الزراعي، بل وأكثر من ذلك، تستدعي تحسين الأدوات التقنية في الاستغلال الزراعي". وأردف المسؤول نفسه أن ربط العالم القروي بالديناميكية الوطنية يتطلب رفع التحدي الثلاثي المتمثل في الأداء الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بهدف انبثاق طبقة متوسطة فلاحية قادرة على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. من جهته، شدد السفير السويسري، الذي ستكون بلاده ضيف شرف هذه الدورة، باعتبارها من الدول الرائدة في مجال الصناعات الغذائية، على أن المشاركة في هذا الملتقى الدولي تنطوي أهمية كبرى لبلاده، موجها الشكر إلى الملك محمد السادس ووزارة الفلاحة على دعوتهم لبلاده. وأكد المسؤول الدبلوماسي أن هذا الملتقى ومشاركة بلاده فيه سيكون فرصة سانحة من أجل تطوير العلاقات في المجال الفلاحي بين سويسرا والمملكة المغربية، وتثمين العلاقات والتعاون الثنائي القائم بين البلدين. وأكد المنظمون، من خلال ملف صحافي، أن الملتقى تمكّن من فرض نفسه "كمنصة سنوية" رائدة بامتياز في مجال خلق فرص الأعمال بالنسبة لمهنيي قطاع الفلاحة. كما أضحى هذا الموعد يشكل بالنسبة إلى المقاولات وجهة أساسية، ويوفر فرصا استثنائية للأعمال والتجارة. وينتظر، حسب المنظمين، أن تستقبل هذه الدورة ما يناهز مليون زائر، إلى جانب مشاركة 1500 عارض من 72 دولة. وسيقام المعرض على مساحة إجمالية تصل إلى 180 ألف متر مربع؛ ضمنها 100 ألف متر مربع مغطاة.