تحرُّكٌ جديدٌ للحكومة الإسبانية صوبَ بروكسيل لتحرير الأموال الأوروبية الموجهة إلى الرباط، لمنع تدفق مزيد المهاجرين إلى الجنوب الأوربي؛ فقد طالبت كونسويلو رومي، كاتبة الدولة الإسبانية في الهجرة، المفوضية الأوروبية الإفراج "بشكل استعجالي" عن هبة مالية كانت قد وعدت بها المغرب، من أجل دعمه في مجال تدبير تدفقات الهجرة ومحاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية. تأخر ضخّ أموال أوروبية إلى المغرب دفعَ الحكومة الإسبانية المعنية الأولى بمشكل المهاجرين إلى إيفاد مسؤولة حكومية صوب بروكسيل لإقناع أصحاب القرار داخل المفوضية الأوروبية بالإسراع في تحويل المساعدة المالية المقدرة في 140 مليون أورو إلى الرباط، حتى يستمر دور المغرب في إبعاد المهاجرين من الحدود الأوروبية. وأوردت كونسويلو رومي، كاتبة الدولة الإسبانية في الهجرة، في زيارتها إلى بروكسيل التي دامت يومين، أنَّ "أوروبا تعاني من "بيروقراطية متفاقمة" كانت سبباً في تأخر استفادة الرباط من حصة مالية مهمة، مدافعة عن النموذج المغربي في تدبير مشكل الهجرة "إذ تُحترم حقوق المهاجرين في هذا البلد" وفق تصريحات الوزيرة الإسبانية نقلتها جريدة eldiario.es.. ووفقاً للمصادر ذاتها، فقد طارت المسؤولة الإسبانية إلى العاصمة الأوروبية بروكسيل لمواجهة هذه البيروقراطية الضيقة التي تؤخر صرف المستحقات المالية وفتح الباب أمام 140 مليون يورو لمساعدة المغرب في حربه ضد الهجرة غير الشرعية. وتريد الحكومة الإسبانية، حسب المنبر الاسباني، أن تعجّل بهذا المساعدة المالية حتى يستمر دور الرباط في توقيف تدفقات المهاجرين. ولا يزال المغرب ينتظرُ الأموال الأوروبية من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية. وفي هذا السياق، شجبت المسؤولة الإسبانية أمام الأوروبيين "البيروقراطية المتفاقمة" في أوروبا، وطالبت "بالمزيد من الأموال للمغرب (...) ليس فقط لمعدات المراقبة، ولكن أيضا للبرامج الممولة في المنطقة من أجل إدارة الهجرة القانونية وتثبيط الهجرة غير المشروعة، تضيفُ رومي. وحسب ما ذهبت إليه الجريدة الإسبانية، فإنَّ كاتبة الدولة المكلفة بالهجرة رفضت مناقشة مسألة حقوق الإنسان في المغرب مع الأوروبيين، وقالت: "نحن هنا لإطلاق هذه الأموال التي ينتظرها المغرب"؛ وبينما تشجبُ منظمات غير حكومية معاملة المغرب للمهاجرين، ردّت رومي "من يقول ذلك؟.. تقارير.. "أيُّ تقارير؟". ورفضت المسؤولة الإسبانية اتهام المغرب وإسبانيا بانتهاكات حقوق المهاجرين، منتقدة "التقارير الدامية ووسائل الإعلام التي تطل من خلالها المنظمات غير الحكومية للتنديد بمعاملة المهاجرين، على وجه الخصوص حالة منظمة أطباء بلا حدود، التي تخلت عن أنشطتها في المغرب في عام 2013". وقبل بضعة أشهر فقط، نشرت صحيفة "إلدياريو" أن المغرب كان يضغط على أوروبا للحصول على مساعدات إضافية لإبعاد المهاجرين من الحدود الإسبانية، بعد الوعد بالأموال الأوروبية. يذكر أن إسبانيا أصبحت البوابة الأولى في أوروبا بالنسبة إلى المهاجرين، حيث شددت إيطاليا سياسة استقبالها، وأغلقت موانئها أمام المنظمات غير الحكومية. وفي كل يوم، يشهد البحر المتوسط عمليات إنقاذ متواصلة، حيثُ يحاول المهاجرون الوصول إلى الجنوب الأوروبي خاصة من السواحل المغربية والليبية.