خلفت تصريحات عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والزعيم السابق لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، موجةً من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حديثه عن مواجهة وضعية مالية صعبة حين مغادرته رئاسة الحكومة التي قضى فيها خمس سنوات في الولاية الحكومة السابقة. وقال بنكيران، في حديث بُث مباشرة على فيسبوك، إن حساباته البنكية أوشكت أن تفرغ إلا من 10 آلاف درهم، وذهب إلى وصف وضعيته المالية ب"ما دون البغل وفوق الحمار"، وطلب من زوجته أن تصبر عليه حتى يجد حلاً؛ لأن "الحركة واقفة". رئيس الحكومة السابق كشف أنه كان يبحث عن عمل بعد مغادرة منصبه كرئيس حكومة، بعدما تم إعفاؤه من قبل الملك وعوّضه بسعد الدين العثماني، بسبب حاجته إلى المال، وحدث أن قدم له أحد أفراد عائلته عرضاً بإدارة شركة؛ لكنه رفض، حسب تعبيره. وتبقى هذه التصريحات لافتةً لكونها تصدر عن رئيس حكومة يُفترض أنه كان يتقاضى شهرياً قرابة 10 ملايين سنتيم شاملة لتعويضات السكن طيلة خمس سنوات، هذا بالإضافة إلى أنه كان برلمانياً ويتقاضى تعويضاً شهرياً يناهز 32 ألف درهم باسم حزبه منذ سنة 1997 إلى حدود تولي رئاسة الحكومة قبل سنوات. كما أعلن عبد الإله بنكيران أن الملك محمدا السادس قرر منحه معاشاً استثنائياً، بعدما علم أنه يمر بمحنة مالية، ويُرجح حسب ما تم تداوله أن تكون قيمة هذا المعاش في حدود تسعة ملايين سنتيم شهرياً. كل هذه التصريحات جرّت على رئيس الحكومة السابق موجة من الانتقادات، فكتب معلق: " 6 سنوات وأنا في الوظيفة العمومية بدأت براتب 5100 درهم.. ورغم تسلقي الرتب إلا أن أجرتي الشهرية تتناقص وأصبحت 4900 درهم بسبب الزيادة في الاقتطاعات في الصندوق المغربي للتقاعد وصندوق الضمان الاجتماعي". أما معلق آخر فقال: "لا أعرف لماذا من يدعون الإسلام ويقولون إنهم حزب ذو مرجعية إسلامية أي إن الإسلام دين التكافل وأيام كانوا في المعارضة طبلوا أن ذلك فساداً واليوم هم من يتوصلون بتقاعد استثنائي.. السيد بنكيران بالله عليك هل هذا هو الإسلام أن تتوصل أنت بتقاعد استثنائي يقدر ب90.000 درهم شهرياً؟ هل تعلم السي بنكيران أن تقاعدك الاستثنائي يمكن أن يخلق 20 منصب شغل بأجرة شهرية 4.500 درهم؟". معلقون ظُرفاء ذهبوا إلى حساب إجمالي التعويضات التي تلقاها بنكيران في الخمس سنوات التي تقلد فيها منصب رئيس الحكومة والتي وصلت حسبهم إلى قرابة 500 مليون سنتيم، إضافة إلى منحة المغادرة، ناهيك عن التعويضات الشهرية عن الصفة البرلمانية التي تقلدها لقرابة 20 سنة ليصلوا إلى ما يقارب مليار و300 مليون سنتيم. وكانت هذه التصريحات مناسبة دفعت عدداً من المغاربة إلى تداول فيديو يظهر فيه بنكيران يعارض فيه تقاعد الوزراء حين كان برلمانياً، حيث قال فيه: "سيدنا عمر كان كيقول لكرشو منين كتبدا كتغرغر: غرغري أو لا تغرغري فلن تذوقي سمناً ولا زيتاً حتى يشبع فقراء المسلمين". تصريحات بنكيران تلقاها الكثيرون بكثير من الاستغراب؛ فيما ارتأى عدد من أعضاء شبيبة حزبه الدفاع عنه، حيث كتب أحدهم أن "معاشه الاستثنائي شأن خاص بينه وبين جلالة الملك"، وقالوا إن "بنكيران سياسي استثنائي واستفادته من معاش استثنائي يؤكد استثنائيته في التعامل مع المناصب السياسية ومع المال العام".