في إطار الأسئلة الشفوية لثلاث نواب برلمانيين من حزب العدالة والتنمية حول معاشات الوزراء سنة 2001 ، صرح السيد عبد الإله بنكيران مخاطبا وزير المالية والاقتصاد آنذاك : "السيد الوزير احْنا دوله إسلامية والمبادئ الإسلامية مبنية على الاهتمام بالضعفاء والفقراء والمحتاجين وسيدنا عمرْ كان كيقولْ لْكَرشو مللي كتغرْغَرْ : غرغري أو لا تغرغري فلن تأكلي سمنا او عسلا أو زيتا حتى يشبع فقراء المسلمين" كان بنكيران آنذاك يقف تحت قبة البرلمان بقميجة نصْ كُمْ والتي يبدو من كَمّيْها أنها واسعةٌ عليه وهو يبيع وأعضاء حزبه الوهم للمغاربة باسم التمسك بتعاليم الإسلام التي يقول إنها تنصف الفقراء قبل الأغنياء ، حاملين سيف التغيير الذي سيعيد للمغاربة كرامتهم منددين في كل حين وآن بأشكال الريع المستشرية في شريان بلدنا المكلوم ، بنكيران وبنو جلدته ممن تسربلوا بلحاف حزب العدالة والتنمية كانوا أنذاك يعتبرون القبة البرلمانية بمثابة معسكرات تسخينية يلوكون فيها أحلى الكلام لشحد الهمم للتحكم في البيتزا الحكومية، أكيد انه كان يعي جيدا أنذاك نِعَم ماعون المخزن وربما كان يلعق شفتيه تلهّفا للوقت الذي سيتمكن فيه من التغماس في هذا الماعون المخزني ذو الوصفات السحرية. بنكيران يا سادة يا كرام في تصريحه الأخير بمنزله مخاطبا زواره ، قال بعظمة لسانه أنه لا يملك "إلا ما دون البغل وفوق الحمار" و بمعنى آخر فهو أحق بهذا التقاعد الاستثنائي بسبب "الفاقة والحاجة" التي يعاني منها مبررا ذلك بحجج لا يقبلها حتى الأبله و أغبى الاغبياء لكونه يستقبل ضيوفا وزوار بالأعداد في منزله ، بل تحدى مشاعر المغاربة ومبادئ اللياقة باستعماله لغة مبطنة بالوعيد والتخويف من قبيل إشهار ورقة توقير الملك . الكرش التي قال عنها بنكيران أنها لن تُسقى سمنا أوعسلا أو زيتا ولو غرغرت ما شاءت ، لا علاقة لها بكرشه ، فتلك كرشٌ جاءت في سياق الكلام وتحت قبة برلمان 2001، وهي فقط مجرد تكتيكات سياسية، أما كرش بنكيران فهي من طينة أخرى ، لم يكفيها تعويضات نائب برلماني لولايات برلمانية متتابعة أو أجرته كرئيس حكومة لمدة خمس سنوات وتقاعده بعد ذلك بهذه الصفة ، فكرش سي عبد الإله بنكيران إرتأت ان تضع نفسها قسرا ضمن فقراء المسلمين ، وإلزامية إشباعها أصبح من المستلزمات حتى وأن تجاوز ذلك إلى الكافيار عوض السمن والعسل والزيت كما هو حال كرش عمر التي تحدث عنها.