استنزافٌ خطير ذاك الذي تتعرّض له غابات الأرز بالأطلس الكبير، حيث تقوم شركات بقطع أشجار الأرز التي تُعدّ ثروة طبيعية ونقلها إلى المدن الكبرى، كالدار البيضاء، وبيْعها هناك، مدرّة عليها أرباحا طائلة، في حين تنزف الغابات التي تُستقدم منها تلك الأشجار يوما بعد يوم. خلال زيارة قامَت بها هسبريس إلى أنفكو وتونفيت الواقعتين وسط جبال الأطلس الكبير، لا حديث وسط الناس سوى عن استنزاف غابات المنطقة من طرف من يُسمّونها ب"المافيات"، في ظل غياب المراقبة من طرف الجهات المعنية، ما يُفسح لها المجال لاجتثاث ما شاءت من الأشجار بدون حسيب ولا رقيب. خلال رحلتنا إلى أنفكو وتونفيت، صادفْنا عددا من الشاحنات الكبيرة المحمّلة بجذوع أشجار الأرز، تُساق نحو أسواق البيع، مخلّفة مكانها فراغا هائلا وسط الغابات، لا يُمكن ملؤه إلا بعد مرور قرون من الزمن؛ ذلك أنَّ شجرة الأرز تحتاج إلى 300 سنة، على الأقل، لكي تكبر. الاستنزاف الذي تتعرض له غابات الأرز بالأطلس الكبير، دفع عددا من الفاعلين الجمعويين والمواطنين إلى خوض وقفة احتجاجية، أمس الثلاثاء، أمام مركز المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر بمدينة تونفيت، رفعوا خلال شعارات تطالب الجهات المعنية بالتدخل للحد من استنزاف الثروة الغابوية بالمنطقة. إدريس بودجاج، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان-فرع ميدلت، قال إنّ الوقفة الاحتجاجية تأتي "لكي نندّد ونستنكر ما تتعرض له غابات الأطلس الكبير من نهب للثروة التي تشكلها أشجار الأرز، ولنطالب بمحاسبة كافة الجهات المتورطة في هذا النهب الذي لا يمكن السكوت عنه". ويتم اجتثاث أشجار الأرز على نطاق واسع في عدد من الغابات بالأطلس الكبير، وخاصة في مناطق أمالو، وإفرض بويزران، وسيدي يحيى ويوسف، في نواحي تونفيت، والغابات المجاورة لبلدة أنفكو، ما يجعل ساكنة المنطقة تطالب السلطات بالتدخل لحماية مجالها الغابوي من الاستنزاف الذي يطاله. وحسب المعلومات التي استقتها هسبريس أثناء زيارتها إلى عيْن المكان، فإنّ 13 آلة ضخمة لقطع أشجار الأرز التي يمتدّ عمرها لقرون، تشتغل بالكهرباء، تواصل عملها في غابات المنطقة، في الوقت الذي يبذل فيه المغرب جهودا من أجل المحافظة على الثروة الغابوية التي تُعدّ عنصرا أساسيا في حماية البيئة.