أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي، يوم الثلاثاء بالرباط، أن تعزيز التعاون الثلاثي بين المغرب وكندا وإفريقيا يشكل فرصة لمواجهة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي والأمن الغذائي. وأبرزت الوافي خلال افتتاح النسخة الأولى من اليوم الكندي المغربي الإفريقي، أن جميع المبادرات المعتمدة من قبل المملكة في مجال مكافحة التغير المناخي تتطلب دعما دوليا في مجال التمويل والتنمية ونقل التكنولوجيا وتعزيز القدرات، لافتة إلى أن من شأن "التعاون شمال جنوب وشمال جنوب جنوب أن يلعب دورا مهما في هذا الاتجاه. وأشارت إلى أن المغرب قام بإحداث مركز الكفاءات في مجال التغيرات المناخيية، والذي يعمل كأداة منفتحة على المحيط الوطني والدولي لتعزيز قدرات الفاعلين المعنيين، مضيفة أن المركز يشكل منصة لتعزيز التعاون شمال جنوب وجنوب جنوب. وأكدت الوافي، في هذا السياق، على ضرورة انخراط بلدان جنوب الصحراء في إجراءين اثنين من شأنهما تمكين القارة الإفريقية من المضي قدما في مسلسل تفعيل المبادرة الأفريقية للتكيف مع التغير المناخي، والتي تم إطلاقها سنة 2015، ويتمثل الإجراء الأول في الاستفادة من الممارسات الفلاحية الفعالة، سواء بالنسبة للزراعات أو تربية المواشي، وتحسين نجاعة الإنتاج الغذائي. أما الإجراء الثاني، حسب الوافي، فيهم تحسين نجاعة السقي لمواجهة إشكالية ندرة المياه، لاسيما من خلال تبني الفلاحين لسلوكات وممارسات جديدة للاقتصاد في الماء. من جانبه، قال المدير العام للمعهد العالي للدراسات العليا في التنمية المستدامة، كمال الحاجي، إن هذا اليوم يهدف إلى تعزيز رأس المال البشري الإفريقي من أجل مواجهة التحديات الكبيرة المتمثلة في انعدام الأمن الغذائي والمائي في إطار التغير المناخي. وسيتم تجسيد هذه المبادرة عبر إرساء جسر دائم بين القارة الأفريقية وكندا، وكذا تفاعل أفضل مع توصيات المنظمات الدولية كالبنك العالمي، الذي مافتئ يؤكد على تنمية رأس المال البشري كرافعة حقيقية للتنمية. من جانبه، أكد مدير مكتب الكيبيك في الرباط، آلان اوليفييه، على دعم حكومة الكيبك لمجال التعاون المناخي مع إفريقيا من خلال برنامج للتعاون أطلق سنة 2016، بهدف مساعدة الدول الأكثر هشاشة في مواجهة تأثيرت التغيرات المناخية لرفع تحديات الأمن الغذائي وتحسين جودة البيئة والماء، مشيرا إلى أن حكومة الكيبيك استثمرت الموارد من خلال صندوقها الأخضر لخلق تعاون، لاسيما مع شركاء مثل المغرب، وأيضا مع بلدان جنوب الصحراء. وأوضح أن هذه الأرضية ستتيح تكوينات متخصصة في مجال التغير المناخي لفائدة الطلبة الجامعيين، من أجل دعم مشاريع التنمية المستدامة في جهة الرباطسلاالقنيطرة ، ووضع دليل للكفاءات في المهن البيئية، وعلى المدى الطويل دعم الشراكات الثلاثية التي تندرج ضمن الأولويات التي حددها الملك محمد السادس. أما رئيس جامعة واغا 2 ببوركينافاسو أدجيما تيومبيانو فقد عبر عن ارتياحه لإحداث أرضية تجمع العديد من البلدان الإفريقية للتصدي بفعالية للتحديات الرئيسية التي يطرحها التغير المناخي، والأمن الغذائي، مشيرا إلى أن الأرضية تعزز أيضا التكوين المهني للطلبة الجامعيين لتمكينهم من الكفاءات والوسائل اللازمة في مجال التغير المناخي.