أفادت كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي، على هامش أشغال المؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 24)، بكاتوفتشي البولونية، بأن الدراسات تظهر أن تكاليف التكيف بحلول عام 2030 من المرجح أن تتراوح بين 140 مليار و300 مليار دولار في السنة؛ في حين أن التمويل العام الدولي للتكيف عام 2014 كان حوالي 22.5 مليارات دولار. ومن المتوقع أن يكون إجمالي التمويل للتكيف عام 2030 أعلى بنحو 6 إلى 13 ضعفاً من التمويل الدولي الحالي. "ورغم إنشاء العديد من أدوات التمويل مازالت إفريقيا تكافح من أجل الوصول إلى هذه الأموال واستيعاب التمويلات التي يمنحها الفاعلون الدوليون، ومن هنا الحاجة إلى تبسيط الإجراءات وتسريع عملية الموافقة، إذ إن تمويل المشاريع يهدف إلى تحسين الكفاءة والإنصاف والوصول إلى التمويل من قبل الدول الإفريقية"، تضيف الوفي. كما أكدت المسؤولة المغربية على الجهود التي يبذلها المغرب في هذا المجال، إذ خصصت المملكة خلال الفترة 2005-2010 نسبة 64٪ من نفقات المناخ بالبلاد لجهود التكيف، وهو ما يعادل 9٪ من إجمالي الإنفاق الاستثماري. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 15 ٪ للفترة 2020-2030. ولتحقيق هذه الأهداف، تم القيام بتخطيط دقيق حسب معطيات توصلت بها هسبريس، إذ يجري تنفيذ الإستراتيجيات والخطط والبرامج والمبادرات، كما أعطى المغرب الأولوية لتدابير ومشروعات التكيف في القطاعات الرئيسية والأقاليم الهشة، ووضع نظاماً للرصد والتقييم واﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎخ، ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة خصوصية القارة الإفريقية. وأبرزت الوافي أهمية التعاون بين بلدان الجنوب؛ فقد كانت محطة COP22 فرصة لإعلان مبادرة التكيف للزراعة في إفريقيا (3 أ)، التي تهدف إلى تشجيع وتعزيز تنفيذ المشاريع وتحسين إدارة التربة والمياه في الأنشطة الزراعية، فضلاً عن مراقبة المخاطر المرتبطة بتغير المناخ ذات الصلة بالأمن الغذائي. وعلى هامش مؤتمر COP22، أطلق المغرب مبادرةTriple S (3S) لتعزيز الاستقرار والاستدامة والأمن في مواجهة الهجرة الناجمة عن تدهور الأراضي وتغير المناخ. وأصبح المغرب نموذجا في إيجاد الحلول للمشاكل المناخية، إذ أوضحت الوافي أن التعاون وتوحيد الجهود هو طريق النجاح، من خلال الدور الذي يلعبه مركز الكفاءات في تغير المناخ في المغرب "4C المغرب" الذي يعمل كأداة لتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب. في هذا السياق يرافق 4C المغرب في تفعيل لجان المناخ المتمخضة عن القمة الأولى لرؤساء دول وحكومات إفريقيا، التي عقدت على هامش مؤتمر COP22، لاسيما لجنة المناخ لحوض الكونغو ولجنة الساحل ولجنة الجزر القمر. يشار إلى أن الرواق المغربي استقبل عدة لقاءات ثنائية تدخل في سياق جنوب جنوب، قصد الدخول إلى قمة كاتوفتشي بشكل موحد، إذ أجرت رئيسة الوفد المغربي سلسلة من اللقاءات مع ممثلي بعض الدول الإفريقية، كتونس والسنغال.