شب حريق مهول في إحدى حافلات النقل الحضري التابعة لشركة "مدينة بيس"، وسط شارع آنفا بالدارالبيضاء، مخلفا هلعا كبيرا واستنفارا أمنيا بمركز المدينة. واندلعت النيران بشكل كثيف في الحافلة رقم 50 التي تؤمن الرحلات الرابطة بين وسط المدينة وحي الرحمة، ظهر اليوم الثلاثاء، مخلفة هلعا كبيرا في صفوف المواطنين، غير أنها لحسن الحظ لم تخلف أي ضحية. وخلف الحادث المهول الذي طال هذه الحافلة أضرارا مادية كبيرة، إذ لم تحضر عناصر الوقاية المدنية إلا بعدما أتت النيران على جزء كبير منها. واستنفرت المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن الدارالبيضاء مختلف عناصرها، إذ عملت على تأمين حركة المرور في الشارع الذي يعرف ازدحاما كبيرا في فترة الظهيرة، وانضاف إليها مواطنون توافدوا لمتابعة الحريق. وعبر المواطنون الذين عاينوا الواقعة عن غضبهم وتذمرهم من هذا الوضع، مطالبين السلطات والمجلس الجماعي للدار البيضاء بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم مع حافلات "مدينة بيس"، قبل أن يقعوا ضحايا محرقة يوما ما. ويعيش المواطنون بالعاصمة الاقتصادية معاناة كبيرة مع حافلات "مدينة بيس". وعبر طلبة بدورهم في كثير من المرات عن استيائهم من حافلات النقل الحضري، موردين أنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب، إذ تعيش وضعية متردية بسبب تهالكها، وباتت معظمها لا تتوفر على فرامل ولا تضمن التنقل في ظروف تحفظ الكرامة الإنسانية. جدير بالذكر أن شركة "مدينة بيس"، المفوض لها تدبير قطاع النقل الحضري بالعاصمة الاقتصادية ونواحيها، طوقت عنق رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، عبد العزيز العماري، ب400 مليار سنتيم، إذ رفعت دعوى قضائية ضده مؤخرا. وطالبت الشركة الفرنسية، التي ينتهي عقدها مع جماعة الدارالبيضاء هذه السنة، المجلس بأداء المبلغ المذكور، والذي أقره مكتب للدراسات كانت قد كلفته وزارة الداخلية بإنجاز تقييم للفترة الممتدة من سنة 2004، تاريخ بداية "مدينة بيس"، إلى حدود سنة 2016 التي عُيِّن فيها المجلس الجديد بقيادة العدالة والتنمية.