اتهمت منظمة سعودية عدة دول أجنبية بتحريض الفتيات على التمرد على عائلاتهن في أول تصريحات علنية من الرياض منذ أن منحت كندا شابة سعودية، تقول إنها تتعرض لسوء معاملة من عائلتها، حق اللجوء مطلع هذا الأسبوع. ولم تذكر الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان اسم رهف محمد القنون (18 عاما) التي اجتذبت اهتماما دوليا بعد أن تحصنت في غرفة فندق بمطار في بانكوك وطلبت المساعدة على "تويتر" لمقاومة تسليمها إلى عائلتها التي تنفي إساءة معاملتها. وفي بيان في وقت متأخر أمس الأحد، قال رئيس الجمعية مفلح بن ربيعان القحطاني: "إن مثل هذه الأساليب التي تتبعها بعض الدول وبعض المنظمات الدولية دوافعها سياسية وليست إنسانية...وتعمد وعلى لسان بعض مسؤوليها إلى تحريض بعض الجانحات والمراهقات السعوديات على الخروج على قيم وتقاليد أسرهن...وتدفع بهن في نهاية المطاف إلى الضياع وربما إلى الارتماء في أحضان سماسرة الاتجار بالبشر". وأصبح سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان في دائرة الضوء منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر الماضي. وتزايدت أيضا الانتقادات الدولية للضربات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والتي أوقعت خسائر كبيرة بين المدنيين، ومن بينهم أطفال. وأضاف القحطاني في البيان: "استغربت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تحريض بعض الدول لبعض الفتيات الجانحات السعوديات على التمرد على قيم أسرهن ودفعهن إلى الخروج من البلاد والسعي إلى استقبالهن تحت ذريعة منحهن حق اللجوء"؛ ولم يذكر كندا أو أستراليا التي تبحث أيضا منح رهف حق اللجوء أو المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي منحتها وضع لاجئ. ووصلت رهف إلى تورونتو يوم السبت وهي ترتدي سترة تحمل كلمة كندا، وقبعة رياضية تحمل شعار مفوضية اللاجئين؛ وكانت في استقبالها في المطار وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، التي وصفتها بأنها "مواطنة كندية جديدة شجاعة للغاية". وقال القحطاني: "هناك قوانين في المملكة تمنع الإيذاء وتعاقب فاعليه، بما في ذلك الصادر عن الوالدين وبقية أفراد الأسرة، ولو أن ما ذكر على لسان بعض هؤلاء الفتيات صحيح لأمكنهن التقدم بشكوى إلى الجهات المعنية بالحماية في المملكة". لكن جماعات حقوقية دولية تقول إن السعوديات يخشين أن يؤدي اللجوء إلى الشرطة إلى تعريض حياتهن للخطر.