أقدم السيد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الانسان في المغرب ( وان كان موضوع حقوق الإنسان أكبر من أن ينحصر في هذا المجلس ) في خطوة هي الأولى من نوعها تصدر من مسؤول مغربي حين دعا السفير المصري في الرباط إلى استعادة رفات الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي زعيم ثورة الريف كأن مصر الشقيقة هي العقبة أمام استعادة رفات مجد تكالبت كل قوى المغرب على مسحه من الذاكرة المغربية . "" لكن البطل الخطابي وتاريخه وكفاحه والرجال الذين صنعوا معه ثورة على كل لسان وفي كل تاريخ إلا تاريخ المغرب لايزال حيا في الذاكرة العالمية رغم كل المحاولات الدنيئة التي لم تستطع إطفاء هذه الشموع التي أنارت الريف على مدى قرن من الزمان وإذ نحيي شجاعة الرجل على هذه الدعوة الخجولة نلتمس منه ما دام يمثل جهازا مكلفا بحقوق الإنسان أن يرفع من صوته قليلا وهو يطالب بإعادة التحقيق في كل الجرائم المرتكبة في حق الريف وأبنائه وإعادة النظر في سياسة التعويض التي تلقاها جزء بسيط من الذين كان لهم نصيب من الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان والكشف عن الأسباب التي أدين هذا الجزء من المغرب بسببها وحوصر وهمش و إعادة الاعتبار لهذه الشخصية وللرجال الذين قضوا في حروب مع الاحتلالين الاسباني والفرنسي وشرد أبنائهم في الدول الأوروبية ثم ماذا يريد السيد حرزني هل سيعيد رفات الأمير وبيته لايزال خرابا ينعق فيه البوم والغراب وترتاده الحيوانات في منطقة شهدت أكبر معركة عرفها التاريخ في القرن الماضي و هي أنوال في حين أن بيوت وخونة الأمس حولت الى متاحف واعيد بنائها لتليق بحجم الخيانة التي لازالت تلاحقهم الى الآن وهل سيعيد رفات الامير والمنطقة تخلو نهائيا من أي رمز يشير اليه والى رجال صنعوا تاريخا مشرفا يعرفه الجميع ويتجاهله المسؤولون المغاربة نتيجة لحساسية أشبه بالسراب ولهؤلاء أقول ان الاسبان كانوا أكثر جرؤة وشجاعة ووعيا ونباهة فلقد اعترفوا بالحضارة الاسلامية واعتبروها حضارة أندلسية اسبانية وبسببها يفد الان الى اسبانيا ملايين السياح أما المغاربة كان الله في عونهم ففكرهم محدود لايبلغ هذا المدى وأعود للسيد أحمد حرزني وأدعوه لفتح ملفات الريف من جديد قبل أن يتطرق أبنائه الى عرضها على القضاء الاوروبي والدولي مثلما فعلت جمعية الريف في الايام الماضية اذ قدمت ملف جرائم الابادة التي وقعت في اقليمالناظور وتطوان في مايعرف باضرابات عام 1984 الى القاضي الاسباني بالتزار . وهكذا سيكون الامر خارج سيطرة المغاربة جميعا وأهتف في أذنه بهمس منخفظ لاتخف على منصبك واصرخ قليلا لعل ماضيك يشفع في صمتك المشوب الى الان ولاتحوله من مناظل ومعتقل سياسي الى موضف يتلقى اجره في آخر كل شهر !!!!