نجحَ حزبُ الأصالة والمعاصرة في طيِّ خلافات أعضائه في المكتب السياسي وتجاوُزِ مرحلة "عصيبة" كادتْ تعصفُ باستقراره الدَّاخلي، بعدَما عبّرَ المُخالفون لتوجُّه الأمين العام ل"حزب الجرار" عن إعطاء فرصة جديدة للقيادة من أجلِ الذهابِ إلى المؤتمر الوطني المقبل بدون خلافات داخلية. وأسرَّ مصدر من المكتب السياسي، آثرَ عدمَ ذكر اسمهِ، أنَّ "الحزب عادَ إلى مسارهِ الطبيعي بعد انعقادِ الاجتماع المشترك الذي جمعَ المكتبين السياسي والفيدرالي نهاية الأسبوعِ الماضي"، مشيراً إلى أنَّ "الحزب ماضٍ في تجاوز الخلافات الداخلية، على اعتبار أنه يمثل القوة السياسية الثانية في البلاد، وعليه ألا يتأثّر ببعض المناوشات التي تحصلُ هنا وهناك". وأوردَ المصدر ذاتهُ أنَّ أحمد اخشيشن، الذي أُسْندت إليه مهمة الأمين العام بالنيابة؛ إلى حين عقد المؤتمر الوطني الرابع للحزب عام 2020، زارَ عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي للحزب، وأحد أشرس معارضي القيادة الحالية في "البام"، في بيته، وقررا معاً طيّ الخلاف، على أساس الاتفاق على العودة إلى المكتب السياسي بهدف التهيؤ للمؤتمر الوطني. وقرّر القياديان عبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري، اللذان كانا قد طالبا في وقت سابقٍ بحلّ المكتب السياسي والفيدرالي والنظر في المطبات التي اعترت اشتغال "البام" خلال ولاية بنشماش، تجاوز المرحلة السابقة التي شابتها "أخطاء" حسبِ المصدر المصرّح لهسبريس، مشيراً إلى أن "البام سيفتحُ النقاش في جميع القضايا الخلافية". وتعهّد بنشماش أمام أعضاء حزبه بتقديم صورة واضحة حول ما يقع داخل الهيئة السياسية التي يقودها، بينما سيعملُ زميله في الحزب اخشيشن على تقديم صورة حول التقرير الذي يهمُّ أزمة "البام"؛ فيما طالبَ معارضو بنشماش بأن تكون الأمور واضحة خلال قادمِ المحطات، "لأن الحزب يبقى فوق كل الاعتبار". وكشفَ مصدر مطلع لهسبريس أن القيادية في الحزب فاطمة الزهراء المنصوري "هي الأخرى قرّرت تجاوز الخلافات والعودة إلى اجتماعات المكتب السياسي للحزب بعد الانفراج الذي شهده نهاية الأسبوع الماضي". وعيَّن حزب الأصالة والمعاصرة القيادي المؤسس أحمد اخشيشن نائبا للأمين العام للحزب خلال أشغال الاجتماع المشترك الذي جمع بين المكتبين الفيدرالي والسياسي. وأعلن حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، عقب اجتماع "المصالحة" الذي ضم حوالي 50 قياديا في المكتبين السياسي والفيدرالي، وغابَ عنه القياديان وهبي والمنصوري، عن تغييرات في هيكلة "الجرار"، كاشفا أنه عرض على أحمد اخشيشن تولي مهمة الأمين العام بالنيابة. وأوضح بنشماش أن دورة المجلس الوطني للحزب، التي ستنعقد في أبريل المقبل، ستبدأ فيها التحضيرات للمؤتمر الوطني الذي ستكون في أجندته أولوية قصوى هي انتخابات 2021، لأن الحزب "يحتاج إلى جيش عرمرم من المرشحين لتغطية جميع الدوائر والاستعداد للانتخابات الجماعية والتشريعية وانتخابات غرف الأقاليم والجهات".