بعد مرحلة عصيبة عاشها البيت الداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة إثر خلافات حادة بين قياداته والأمين العام عبد الحكيم بنشماش، عاد كل من عبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري إلى حضور اجتماعات المكتب السياسي بعدما قاطعا سابقا اجتماعات مماثلة. وحضرت رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة والقيادي البارز المذكوران اجتماعا عقده المكتب السياسي مساء الثلاثاء بالرباط، خصص لمناقشة عدد من النقاط التنظيمية والآفاق المستقبلية. وقالت المنصوري، في تصريح لهسبريس، إن اجتماع المكتب السياسي "مر في أجواء جد إيجابية، حيث ناقشنا برنامج العمل إلى غاية دورة أبريل المقبلة والأوراش الكبرى التي سيفتحها "البام" قريبا". وبعد انتفاضها سابقا ضد بنشماش بتوجيه رسالة تدعو إلى إنقاذ الحزب من الوضع الذي يوجد فيه، أكدت المنصوري أنه "على الرغم من الاختلافات، فنحن أسرة سياسية.. والاختلاف بيننا يظهر أن البام يعيش حيوية، ولا توجد كراهية شخصية بيننا؛ لأن المشترك أكبر بكثير". وأوردت رئيسة "برلمان الجرار"، في تصريحها، أن "الحزب نجح في تدبير الأزمة بفضل مجهود عدد من القيادات؛ من بينهم أحمد أخشيشن، والذي نعتبره من حكماء الحزب وأسهم بطريقة إيجابية في طي صفحة الماضي". واعتبرت المنصوري أن الاختلاف داخل الأصالة والمعاصرة "كان وسيبقى؛ لكن ليس ضد الأشخاص، ونحن اليوم نتجند استعدادا للمؤتمر الوطني بعد توحيد منهجية العمل". وأسهم إعادة توزيع بعض المهام وإسناد مهمة الأمين العام بالنيابة إلى أحمد أخشيشن في تجاوز المرحلة العصيبة التي كان يعيشها "الجرار". بدوره، أكد عبد الطيف وهبي، في تصريح لهسبريس، أن "البام" "تجاوز المرحلة الصعبة التي عاشها قبل أيام"، وأشار إلى أن "اجتماع المكتب السياسي كان عاديا، وناقش الأمور التنظيمية والسياسية". وقال القيادي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة إن "أخشيشن قدّم أفكارا جديدة لتقوية العمل الحزبي، وسننتظر النتائج". وتابع المتحدث أن "الرهان اليوم هو إعادة هيكلة "الجرار" داخليا وسياسيا والتحضير للمؤتمرات الجهوية والمؤتمر الوطني". وشرع أحمد أخشيشن، وهو أحد مؤسسي حزب الأصالة والمعاصرة، في وضع بصمته على التنظيم السياسي باقتراح خارطة طريق مستقبلية خلال الاجتماع الذي عقده المكتب السياسي مع الفريق البرلماني، وتضمنت الخطوط العريضة لتجاوز الخلافات والتعبئة للمؤتمر الوطني المقبل.