بعد ترحيل السلطات المغربية لمواطنتين إسبانيتين من مدينة العيون المغربية صوب أكادير في أفق نقلهما إلى بلادهما، قال مصدر حكومي مسؤول إن "المعنيتين بالأمر كانتا في حالة خرق واضح وصريح للقانون المؤطر لتواجد الأجانب بالمغرب، حيث وجدتا في بيت أحد انفصاليي الداخل". وأضاف المصدر الحكومي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية دون رغبة في كشف هويته، أن "الترحيل إجراء سيادي للمملكة المغربية"، مشيرا إلى أن "المعنيتين حلتا بالمغرب بصفتهما ناشطتين، وليستا كسائحتين"، منتقدا الازدواجية التي تطبع العديد منهم على مستوى المواقف. ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن "التنقيل جاء بعد تورط المرحّلتين في مساندة طروحات انفصالية وقدومهما إلى المغرب من أجل لقاء قيادات انفصاليي الداخل"، الذين يستعدون للسفر صوب مخيمات تندوف للقاء زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، والتداول معه بخصوص الأوضاع داخل الصحراء ومستقبل مفاوضات جنيف. وأكدت المصادر ذاتها أن "الناشطتين الإسبانيتين، إيراتي توبار وباتريسيا إيبانيز، تتحدران من منقطة الباسك، ووصلتا مدينة العيون منذ الجمعة الماضي"، مسجلة أنهما "تتواجدان الآن في أكادير، بعد أن جرى الاستماع إليهما من لدن السلطات المغربية". وقال الناشط الانفصالي أعليا: "لقد تم اقتياد الإسبانيتين إلى مقر للشرطة شمال مدينة العيون بغرض إخضاعهما للاستنطاق بشأن دوافع وأسباب الزيارة"، مضيفا أن عائلته "تقدمت بطلب إلى سلطات مدينة العيون بغية معرفة الأسباب الكامنة وراء قرار الترحيل، لكنها لم تتلق أي جواب"، على حد تعبيره. وأشار أعليا، الفار من العدالة، إلى أن "الناشطتين أرغمتا على السفر على متن سيارة للنقل العمومي أقلتهما من مدينة العيون نحو مطار المسيرة بمدينة أكادير"؛ وهو الإجراء الذي يتم اتخاذه عادة مع النشطاء الأجانب الذين يرغبون في عقد لقاءات مع محسوبين على جمعيات حقوقية داعمة للطرح الانفصالي. وفي السياق ذاته، من المنتظر أن "يشد "انفصاليو الداخل" الرحال من العيون صوب مخيمات تندوف لعقد جلسة حوار مع إبراهيم غالي، وذلك بعد الخلافات التي نشبت في صفوفهم وانتفاضهم ضد ما يسمى ب"وزارة المناطق المحتلة"، مما اضطر قيادة البوليساريو إلى طلب اجتماع عاجل لتباحث الأزمة القائمة". ويلوح "انفصاليو الداخل" بمقاطعة قيادة مخيمات تندوف، بسبب تماديها في استغلال النزاع مع المغرب وعوز عائلات المعتقلين المادي من أجل حصد الولاءات لكبار الجبهة الانفصالية.