كشفت القناة الثانية "دوزيم"، في أول حلقة من برنامج "مباشرة معكم" ليلة الأربعاء بمناسبة الموسم التلفزي الجديد، عن دلائل ومعطيات تفضح تورط الجزائر في ملف الصحراء، من خلال تسخيرها لإمكانياتها المادية واللوجستيكية لتأطير وتكوين نشطاء تحت غطاء الجامعات الصيفية وغيرها، من أجل ثارة القلاقل والفتن في أقاليم الصحراء. وبث البرنامج، الذي يقدمه الزميل جامع كلحسن، شهادات غير مسبوقة لناشطيْن شاركا في هذه التدريبات التي تشرف عليها السلطات الجزائرية، ويدعمها مسؤولون جزائريون من مختلف المستويات، وهو العمل الذي اقتضى من فريق العمل بالبرنامج زهاء ثلاثة أشهر لإقناع أصحاب الشهادات بالظهور، بوجه غير مكشوف وصوت مُغير". وتنظم الجزائر أسفارا ورحلات تضم عشرات الأشخاص يشاركون في محاضرات ولقاءات، كان آخرها الدورة الخامسة من فعاليات الجامعة الصيفية بولاية بومرداس، فيما بلغ عدد الرحلات للجزائر لتلقي تكوينات 36 رحلة خلال 5 سنوات الأخيرة، شملت استفادة 379 شخص من بينهم 112 امرأة، وفق معطيات أفصح عنها أحد ضيوف الحلقة. وعرفت حلقة "مباشرة معكم" تواجد متخصصين في الموضوع، وهم حكيم جيلالي، عامل ملحق بالإدارة المركزية بوزارة الداخلية، والموساوي العجلاوي، عن معهد الدراسات الإفريقية بجامعة الرباط، وعمر الدخيل، رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس المستشارين، ونوفل البعمري، عضو وفد شبابي زار تندوف، ومحمد البريني، كاتب وصحفي. مرحلة السفر والإقامة بالجزائر وكشف الناشطان اللذان شاركا في لقاءات تكوين بالجزائر ومخيمات تندوف، تحت غطاء محاضرات بالجامعات الصيفية وغيرها، أن التدريب يمر بثلاثة مراحل رئيسة، الأولى تبدأ بعملية اختيار الوفود المشاركة من خلال معيار القبلية أو الولاء لبعض القيادات ومدى إرضائها. وركزت شهادات الناشطيْن معا، في حديثهما لبرنامج "مباشرة معكم"، على شخص عمر بولسان، وهو أحد قيادات البوليساريو يقيم في جزر الكناري، والمسؤول عن دعم "انفصاليي الداخل"، حيث كان يمد جوازات وتذاكر السفر لهؤلاء "الحقوقيين"، ويستقبلهم بالعاصمة الجزائر. وقال الناشط إن الإقامة بالجزئار تكون وفق طبيعة البرنامج التدريبي، فإما أن الوفود تأوي في فنادق فخمة بالعاصمة الجزائرية، أو أنها تقيم في شركة "سوناطراك" بمناسبة تنظيم الجامعات الصيفية، وهي أكبر شركة للنفط والغاز في الجزائر وإفريقيا. "ويتم استقبال الوفود في الجزائر من طرف قياديين بجبهة البوليساريو، وأيضا من أشخاص لا نعرف صفاتهم، غير أنهم جزائريون بحكم طريقة كلامهم ولهجتهم" يورد الشاهد الثاني قبل أن يؤكد أن المحاضرات التي تحتضنها الجامعة الصيفية ببومرداس يحضرها مستشارون للرئيس عبد العزيز بوتفليقة". واسترسل الشاهد بأنهم تلقوا بالجزائر، في إطار ما يسمى بالجامعة الصيفية التي انتهت أنشطتها قبل أيام خلت، توجيهات بتأجيج الشوارع والوقفات الاحتجاجية كناشطين صحراويين في الأقاليم الصحراوية، فضلا عن تعليمات بمحاولة إشعال النار وإحداث فوضى عارمة". مرحلة تندوف والكلاشنيكوف وتنتهي المرحلة الأولى التي تتسم بالتعارف وتلقي التعليمات الأولية، لتنطلق مرحلة ثانية تبدأ بنقل المشاركين والنشطاء "الحقوقيين" جوا بطائرة عسكرية من مطار بوفاريك بالبليدة إلى مطار تندوف، حيث ينطلق الجانب التطبيقي والعملي من التدريب" وفق أصحاب الشهادات. وأفاد الناشط أن المقام بمخيمات تندوف تشرف عليه قيادات عسكرية بالجبهة الانفصالية، ويرتكز أساسا على عملية الشحن النفسي والسياسي، مضيفا أنه "تم مدما أيضا بأسلحة متنوعة من بينها "الكلاشنيكوف"، حيث يتم تطبيق شعارهم "مافي خوف مافي خوف.. صحراوي كلاشنيكوف". وعلق الناشط المشارك في هذا التدريب بأن المراد من ذلك هو ترسيخ مفكرة أن الصحراوي وسلاح الكلاشنكوف متلازمان، وبالتايل يجب أن يكون مستعدا وجاهزا لحمل السلام في وجه المغرب والعودة إلى الحرب وتحرير الصحراء" وفق زعم أطروحة البوليساريو. ولا يقف الأمر عند حد استخدام رشاش الكلاشنكوف، بل يتعداه إلى تلقي دورات في المونتاج والفيديو، وتقنيات التحرير الصحفي، وأخذ تصريحات إعلامية وإرسالها للمنظمات الحقوقية، بهدف توريط المغرب في قضايا مفبركة تهم انتهاك حقوق الإنسان بأقاليم الصحراء. وكشف الناشط أن المشاركين تلقوا دورات تكوينية في سياق مهرجان دولي للسينما، على يد متخصصين في التقنيات الإعلامية وبرامج الانترنت وتقنيات الفوطوشوب من أجل فبركة الصور، وذلك على يد أساتذة من الجزائر واسبانيا وبريطانيا أيضا" وفق شهادته. مرحلة آخر التعليمات ولا تنتهي رحلة التدريب إلا بالعودة من مخيمات تندوف إلى الجزائر، يفيد أحد الشاهديْن لكاميرا "مباشرة معكم"، حيث يتم استقبال المشاركين مرة أخرى من طرف مسؤولين جزائريين، ويوزع عليهم المدعو عمر بولسان مبالغ مالية تتفاوت بين 500 دولار و1000 دولار وفق أهمية العضو المشارك. وتتسم المرحلة الثالثة والأخيرة من "التدريب" بإعطاء التوجيهات والتعليمات النهائية، أهمها ضرورة التحلي بروح التحدي والجرأة، وخلق مشاكل مع السلطات المغربية عند العودة، والعمل قدر الإمكان على إثارة الفوضى والشغب في كل المناطق خاصة العيون والداخلة وآسا. ولفت الشاهد إلى أن التعليمات التي توجه إلى المشاركين تنص أيضا على أهمية إحداث خلايا سرية في الأقاليم الصحراوية، مشيرا إلى أنه تعطى لهم التوجيهات بأنه بمجرد العلم بقرب زيارة وفد أجنبي للصحراء تتم إثارة احتجاج أو خلق حادث مفبرك من أجل اتهام المغرب بعدم الاستقرار في الصحراء. وضرب المتحدث مثلا بما حدث في مخيم كديم إيزيك، وقال إن الأحداث كان مخططا لها بعناية، فقد كان البدء بإنشاء مخيم سنة 2010 يكون بصبغة ومطالب اجتماعية بالأساس، حتى إذا التأم الناس وكثر العدد تحولت المطالب من طرف "انفصاليي الداخل" إلى مطالب سياسية تحرج المغرب. وأبرز الشاهد الثاني أن التعليمات تنصب على إشعال النار وتخريب الممتلكات العامة وإحداث الفوضى خاصة في مدينة العيون، في أفق تخصيص سنة 2012 سنة للحسم في ملف الصحراء، وفق رؤية قيادة البوليساريو، وذلك من خلال الدفع بالأمم المتحدة على نقل الملف من البند السادس إلى البند السابع".