استنكر جمعويون بطنجة الطريقة التي يتم بها حاليا تنفيذ أشغال تتعلق بإعادة تهيئة الحديقة المجاورة لكل من منطقة سور المعكازين (ساحة فارو) ومسرح سيرفانتيس. المشروع، الذي ينفذ من طرف ولاية الجهة، يهدف إلى إعادة الاعتبار إلى هذا الفضاء "الذي انتظر إحياءه بعد موات طويل نتيجة الإهمال الذي حوله إلى نقطة سوداء ووكر لتجمع المنحرفين واللصوص وقطاع الطريق والمدمنين على تناول المخدرات والمشردين". ووفق محمد المنصور، رئيس رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، فإن الأشغال "عرفت اقتلاع عدد من الأشجار المغروسة بالمنطقة لإعادة غرس الفضاء بالعشب الأخضر مع الإبقاء على بعض الشجيرات المتفرقة، علما أن الأشجار التي تم التخلص منها بعنف كانت ما زالت حية ومورقة ومؤهلة للاستمرار لو توفرت لها العناية والرعاية". واستنكر المتحدث هذا "الاعتداء الذي طال عددا لا يستهان به من الأشجار"، معربا عن استنكار الرابطة وشجبها لهذا الفعل ولطريقة التعاطي مع الغطاء النباتي بالمدينة. وزاد المنصور أنه غالبا ما يتم التسرع في اجتثاث أشجار حية من أجل غرس أخرى "في إطار تنفيذ الصفقات التي ترهق ميزانية المدينة، دون استحضار المضاعفات الناتجة عن ضياع المال العام". "وبغض النظر عن السلبيات المرافقة لإنجاز هذا المشروع الذي يتم إنزاله بطريقة تعسفية. نتساءل هل سيكتب له النجاح في ظل الشروط القائمة أم سيكون في نهاية المطاف مجرد سحابة صيف سرعان ما سيتلاشى أثره ويعود الفضاء إلى سالف عهده من الإهمال والتغول والعشوائية؟" يتساءل المنصور. يذكر أن بلاغا للرابطة ذاتها دعا إلى إعادة غرس الأشجار بالشكل الذي ينسجم مع جمالية المحيط، "أما بالنسبة لضمان استمرار هذا المرفق، فإن أول شيء يجب القيام به هو توفير المرافق الصحية التي تم طمرها تحت ساحة فارو، فإن عدم توفر هذه المرافق يحوّل فضاء الحديقة إلى مرحاض مفتوح على مصراعيه". المطلب الثاني كما أورده البلاغ، يتعلق بضرورة توفير الحماية والحراسة الدائمتين عن طريق حراس مختصين، "ثم إحداث مركز للحراسة الأمنية ونصب كاميرات المراقبة من أجل وضع حد للانفلات الأمني الذي تعاني منه تلك المنطقة التي تحولت إلى نقطة سوداء بسبب تمركز المنحرفين واللصوص داخل المباني المهجورة، وعلى رأسها مسرح سيرفنتيس، ومحيط فندق الشجرة؛ ففي غياب هذه التدابير سيكون هذا العمل مضيعة للوقت". وختمت الرابطة بلاغها متسائلة ما إذا كانت الجماعة الحضرية المعنية بتدبير شؤون المناطق الخضراء بالدرجة الأولى "على علم بما يجري على صعيد هذا الموقع، وهل استشيرت في إنجاز هذه الأشغال أم إنها آخر من يعلم؟ وهل ستكتمل فرحة إعادة إحياء هذا الموقع وتحصينه من كل الأخطار التي تهدد استمراره؟".