تعيش مجموعة من مقابر طنجة حالة من الإهمال تدفع ساكنة المدينة والمجتمع المدني إلى التنبيه إلى هذا الوضع المزري عبر شكايات رسمية و"تدوينات" لا تفتر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وبين غياب الحراسة، وتحوّل بعضها إلى مزابل ومرتع للمتسكعين، يحاول بعض أبناء المدينة أن يبذلوا مجهودات فردية وأحيانا جماعية لإصلاح ما يمكن إصلاحه من هذه الأعطاب، أو يقوموا بتنبيه المسؤولين عبر بلاغات وشكايات. آخر هذه الشكايات كانت من مجموعة من جمعيات المجتمع المدني حول وضعية مقبرة سيدي بوحاجة، التي وصفتها ب"الكارثية"، "مضيفة: "أصبحت مرتعا للكلاب التي تضع فضلاتها على قبور موتانا وتدنسها، بل إنها تحولت إلى موقف سيارات من طرف المسؤول عن حراستها". واعتبر موقعو الشكاية أن ما تعانيه المقبرة "راجع إلى الإهمال وعدم الهيكلة برصد ميزانية خاصة بها قصد تنقيتها وتنظيفها"، داعين إلى "استكمال بناء السياج حول المقبرة لمنع السيارات والغرباء والمدمنين من الدخول إليها لانتهاك حرمتها، مع إنشاء باب يظل موصدا ويتم فتحه عند الحاجة". كما تعيش مقبرة المجاهدين، الأكبر في طنجة، أيضا حالة من الفوضى، بسبب كثرة الدخلاء الذين يعتاشون من كل ما يحيط بها من خلال سلوكات يرفضها أهالي الموتى ويستنكرونها. من جانب آخر، أوضح محمد المنصور، رئيس رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، أن هناك مجهودا محمودا بذل من طرف مقاطعة طنجةالمدينة "التي قامت بتبليط الممرات بين القبور بالإسمنت على صعيد كل الأجنحة لوضع حد لعملية الدفن العشوائي، كما قامت بتنقية المحيط من الأشجار والأحراش والنباتات الطفيلية التي كانت تتسبب في اندلاع الحرائق". إضافة إلى هذا، ووفق المتحدث دائما، "قامت المقاطعة بتقوية الجدران الخارجية، وصباغة المسجد، وإصلاح أسقف المباني وتشذيب الأشجار، مع ترميم عدد كبير من القبور وإعادة صباغتها بالجير، وإعداد بعض الأدراج والممرات الجديدة؛ ما أضفى على المقبرة رونقا جميلا وجعلها أكثر أمنا، إذ أصبحت القبور في كل الاتجاهات مكشوفة للعيان". في المقابل، أكد المتحدث على ضرورة توفير الحراسة لهذه المقبرة وغيرها، مع المداومة على القيام بحملات النظافة بشراكة مع المجتمع المدني، مع إلزام شركة النظافة بتوفير منظف قار لكل مقبرة. كما طالب رئيس الرابطة بالعمل على تحفيظ الأراضي التابعة لهذه المقابر من طرف وزارة الأحباس "التي يجب أن تتحمل المسؤولية، وفي الوقت نفسه العمل على توسيع العقار كلما وجد لذلك سبيل، وكذلك تعيين قيم على المقبرة وإحداث مكتب خاصة بالسجلات والمعدات الخاصة بالدفن، ووقف عملية الدفن بقرار جماعي في الجناح القديم للمقبرة الذي استنزفت مساحته بالكامل". حري بالذكر أن مجموعة من الجمعيات تنظم من حين إلى آخر حملات نظافة بهذه المقبرة أو تلك، لكنها تبقى محدودة، وسرعان ما يعود الوضع إلى ما كان عليه.