تضاعف عدد الأشخاص الذين يحملون الجنسية المغربية الذين عبروا بطريقة غير شرعية إلى إسبانيا عبر غرب المتوسط بأكثر من ستة أضعاف مقارنة بالسنة السابقة، حسب الوكالة الأوروبية للحدود وخفر السواحل "فرونتكس". وحسب خريطة نشرتها الوكالة، فقد وصل إلى إسبانيا عبر غرب البحر الأبيض المتوسط أكثر من 45924 مهاجرا غير شرعي احتل من بينهم المهاجرون القادمون من المغرب الرتبة الأولى وبلغ عددهم 9759، متبوعين بأولئك القادمين من غينيا والذين بلغ عددهم 5967، ثم مالي التي قدم منها 4514، متبوعين بأولئك القادمين من الجزائر والذين بلغ عددهم 2755. وتقول الوكالة إن شبكات تهريب الأشخاص مرنة للغاية وتغير باستمرار موقف تلك المناطق التي تشتد فيها مراقبة السلطات، مشيرة إلى سببين محتملين للهجرة من المغرب تتمثل أساسا في موجة الاحتجاجات التي اندلعت في الريف منذ نونبر 2016 وتوظيف سفن ذات سعة أكبر تبدأ رحلتها من القنيطرة. وتقول الوكالة: "في الوقت الذي انخفض فيه المهاجرون القادمون من كل من طرق وسط وشرقي البحر المتوسط في عام 2017، وصل عدد المهاجرين الوافدين إلى إسبانيا من شمال إفريقيا إلى مستوى قياسي بلغ 22900، وكان هذا الرقم أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق في عام 2016". وتضيف: "خلق الوضع في منطقة الريف في المغرب، وهي بلد العبور الرئيسي للمهاجرين المتوجهين إلى إسبانيا، فرصة لمزيد من المغادرين من الساحل الغربي في النصف الثاني من العام، واقترن ذلك باستخدام متزايد للقوارب عالية القدرة القادرة على نقل أعداد كبيرة من المهاجرين". وتعلق جريدة "إلباييس" الإسبانية على ارتفاع المهاجرين غير الشرعيين المغاربة قائلة: "الإحباط يدفع الشباب إلى الهجرة خارج المغرب". وربطت الصحيفة الإسبانية بين الهجرة واحتجاجات الريف وكذلك البطالة، قائلة: "نمت الهجرة المغربية إلى أوروبا بمعدل لم يسبق له مثيل في العامين الماضيين؛ حتى المواطنون ذوو المستقبل الواعد نظرياً خاطروا بأرواحهم في مواجهة قلة الفرص". يذكر أنه في السنوات الأخيرة زاد كثيرا عدد المهاجرين بحرا من شمال أفريقيا إلى اسبانيا وخاصة عن طريق مضيق جبل طارق بينما تراجع عدد من وصلوا إلى إيطاليا واليونان عبر ليبيا. وعبر حوالي 19 ألف شخص البحر في 2017، بما يمثل زيادة نسبتها 182 في المائة مقارنة مع السنة التي سبقتها.