سجّل مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بإمنتانوت بإقليم شيشاوة، باستياء عميق، الأوضاع المتردية لعمال شركة مناجم سكساوة (CMS)، واستغلال الثروات المعدنية بجماعة أيت حدو يوسف، منذ عقود دون أن يظهر لذلك أثر ايجابي متقدم على مستوى حقوق العمال، والتنمية المحلية والحق في الأرض والماء والبيئة بل تواترت الانتهاكات، حسب لغة بيان توصلت به هسبريس. وأشارت الوثيقة إلى أن هذه المنطقة، التي توجد بأعالي جبال سكساوة، "تعاني التهميش والفقر والهشاشة والبؤس وارتفاع نسبة الأمية والهدر المدرسي وضعف التمدرس ونقص حاد في المتطلبات الضرورية للصحة من مراكز وتجهيزات وأطر صحية وأدوية وسيارات إسعاف، ونقص في البنيات والخدمات الاجتماعية المتعلقة بالربط بشبكات الطرق والنقل الملائم والماء والصرف الصحي والكهرباء". وندد التنظيم نفسه بما وصفه "إمعان الشركة وتماديها في حرمان العمال من أبسط حقوقهم على رأسها الأجور، وتجاهل ممنهج لمطالبهم ولمطالب الساكنة في احترام بيئتهم وعدم تلويثها، والكف عن تدمير الأراضي ومنابع ومجاري المياه والأغراس". كما نددت الجمعية المذكورة بما أسمته "تملص الشركة من الاتفاقيات المبرمة من فترة إلى أخرى في لجنة نزاعات الشغل محليا وإقليميا بعد معارك وحوارات متتالية، وأحيانا تجاهلها لمختلف النداءات والدعوات"، ووقوف الجهات المعنية والمسؤولة (وزارة الشغل - الطاقة والمعادن- السلطة) موقف الحياد السلبي والعجز عن حماية حقوق العمال المنصوص عليها في التشريعات الدولية لحقوق الإنسان والتشريعات الوطنية، وإلزام الشركة بتنفيذها. وطالبت الهيئة الحقوقية عينها ب"إلزام الشركة المستغلة بالتقيد بحقوق العمال عامة وحقوق المنجمي خاصة، وحقوق الساكنة المنصوص عليها في التشريعات الدولية لحقوق الإنسان، وفي القوانين المغربية الملائمة لها، وبإنفاذها دون تملص أو إبطاء خاصة ما يتعلق بالأجور ومستواها"، وبضرورة واستفادة المنطقة من ثرواتها، وبأهمية إسهام الشركة أو الشركات المستغلة لثروات المنطقة في التنمية المحلية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي".