كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أنييس فاردا، المخرجة الفرنسية، بتقديمه النجمة الذهبية للمهرجان لها، وسط تصفيق وهتاف حارين من طرف القاعة التي وقف الحاضرون فيها تقديرا لعطاءاتها. أنييس فاردا، التي بدا عليها التأثر برد فعل الجمهور على دخولها مسرح قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات في اليوم الثالث من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تسلّمت النجمة الذهبية بحضور مارتن سكورسيسي، المخرج الأمريكي، وتييري فريمو، المندوب العام ل"مهرجان كان" ومدير معهد "لوميير". وقالت المخرجة الفرنسية التي امتدت مسيرتها السينمائية طيلة ستين سنة، وكانت من وجوه الموجة الفرنسية الجديدة، إن داخلها تحرك جدا بما لقيته عند قدومها للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مستحضرة استقبالها "بشكل ملكي" مع أبنائها، وشاكرة الملك محمدا السادس، والأمير رشيد، ومؤسسة المهرجان على دعوتها. وعبّرت فاردا عن إحساسها بصغرها أمام الفنانين الذين تعزّهم وتحبّهم ويوجدون في نفس القاعة التي تكرّم بها، مردفة أن القاعة ممتلئة ب"أناس السينما" من مختلف بلدان العالم بما في ذلك المغرب. واستحضرت المخرجة الفرنسية صعوبات الفن السابع الذي عبّرت عنه بلفظ "فنّنا"، قبل أن تستدرك قائلة إن العمل في السينما امتياز في ظل هذا العالم الخطر، وهو ما رأت فيه إلزاما بالحفاظ على مجموعة من القيم والدفاع عنها، مع واجب الشهادة والمشاركة. بدورهما تحدّث تييري فريمو، المندوب العام ل"مهرجان كان" ومدير معهد "لوميير"، والمقدّمة التي رافقته، عن أفلام فاردا، وحضورها، وتزعّمها نساء السينما، شاكرين إياها على كونها ذاكرة المسرح والسينما، وخلقها سينماها الخاصة، ومساهمتها في إعادة ابتكار السينما. وشكر المقدّمان في أنييس فاردا إصرارها، وغضبها، وأعمالها العظيمة، و"كل شيء"، مضيفين أننا "لا نولد سينمائيين بل نصبح كذلك"؛ في اقتباس محوَّر لقولة سيمون دو بوفوار، الكاتبة الروائية النسوية الفرنسية، حول "كيف تصير المرأة امرأة".