أرجع مارتن سكورسيسي، المخرج الأمريكي ذائع الصيت، اختياره أن يكون مخرجا سينمائيا إلى سن الثالثة عندما كان مريضا بضيق التنفس وكان يأخذه أبواه إلى السينما من أجل إمضاء الوقت، فكان يرى أن كل شيء بصري. واسترجع مخرج "غود فيلاز"، في نقاش مع المخرجين المغربيين فوزي بنسعيدي وليلى المراكشي، القناة المحلية التي كانت تعرض أفلاما إيطالية كان يشاهدها جداه، وكان يرى ردود أفعالهما التي تصل إلى حد البكاء، مضيفا أنه في هذه المرحلة شاهد الأفلام السوداء وأفلام رعاة الخيل الكبرى. وذكر سكورسيسي عددا من الأفلام التي أثّرت في مساره من قبيل الأفلام الروسية، والكلاسيكيات الأمريكية، ومنتَجَة أيزنشتاين، وأول فيلم ياباني رأى فيه السينما بطريقة أخرى لم يعهدها، ولقاءه مع أفلام جون فورد أول مخرج أمريكي عرفه، موضحا أن فيلم "المواطن كين" لمخرجه أوريون ويلز غيّر كل شيء بالنسبة له وأعطاه إحساسا بأنه يمكن القيام بكل شيء بالكاميرا وزوايا الفيلم. ورأى مخرج "كازينو" أنه محظوظ بعلاقته القريبة مع دينيرو، مستعيدا سبب ابتعاده عن الأسماء الكبرى في بداية مسيرته؛ لأنه لم يكن يعرف هل يريدون الفيلم كما يريده هو، مضيفا أن على المخرجين الانتباه إلى خسارة أفلامهم لصالح الأستوديوهات، وأن فيلمه "تاكسي درايفر" عرف نضالا كبيرا في ظل كره الأستوديو له. وفسر سكورسيسي سبب نقص "الاستشهادات السينمائية" في أفلامه الجديدة، على الرغم من أنها حضرت في كثير من أفلامه السابقة، بالفهم الخاطئ لها لا كإشارات إلى أعمال مخرجين سابقين بل كأخذ لأجزاء من أعمالهم السينمائية. ونفى سكورسيسي معرفته بكيف سيشكل المستقبل الحكي البصري، واسترسل معبرا عن ضرورة النضال من أجل الحفاظ على القاعات السينمائية مفتوحة لأنها تمكن من عيش تجربة جمعية، معبرا عن اشتياقه لتجربة الجمهور. وتحدث مخرج "هوغو" عن المفاجآت التي ترعبه عند إخراج الأفلام، قبل أن يستدرك معبرا عن أمله في حدوثها لأنها تعطيه حياة في ظل ملل تصوير الفيلم. واستعرض المخرج تغيرات السينما وتلقيها في المائة سنة الماضية، مضيفا أن أهمية المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تكمن في مناقشة هذا الأمر، مستحضرا في هذا السياق إعداد فيلمه الجديد مع "نيتفليكس"، موقع العرض تحت الطلب الشهير، على الرغم من رفض الكثير من الحوامل الأخرى القيام بذلك.