يشارك المغرب في المهرجان، المنظم من 5 إلى 14 فبراير الجاري، في فقرة "بانوراما" ب"البحر من ورائكم"، الذي يعد ثالث تجربة سينمائية للمخرج هشام العسري، بعد "هم الكلاب"، و"النهاية". وينتمي الفيلم، الذي عرض لأول مرة على الصعيد العالمي ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان دبي السينمائي باللونين الأبيض والأسود، إلى صنف "سينما المؤلف"، وهو محاولة سينمائية تنتصر، حسب منتجته لمياء الشرايبي، لقيم الفن والانفتاح والحرية، وتروم تقديم وجهة نظر فنية بحتة، أكثر من الحرص على ربح رهان شباك التذاكر. وحسب القائمين على المهرجان، فإن "البحر من ورائكم" يندرج في خانة "الوثائق البصرية"، التي تمتحن روح التحدي لدى جيل جديد من المخرجين، يبحث عن مكان يعبر فيه عن حضوره وتفاعله مع أسئلة المستقبل. ويؤكد العسري، من خلال "البحر من ورائكم" الذي شارك في بطولته مالك أخميس وحسن باديدة ومحمد أوراغ وياسين السكال، على توسيع دائرة التجريب في أفلامه، التي انطلقت بشريطه الطويل الأول "النهاية"، إذ ينشغل بالعمل على لغة سينمائية وآليات سردية على حساب الحكاية. وتفتتح عروض المسابقة الرسمية لدورة 2015 لمهرجان برلين بالعرض العالمي الأول للفيلم الإسباني "لا أحد يريد الليل"، من إخراج إيزابيلا كواكسيت، وبطولة الممثلة الفرنسية جوليت بينوش. وتدور أحداثه في غرينلاند بالقطب الشمالي، ويروي قصة عشق امرأتين للرجل نفسه، وهو مغامر ومستكشف، فضل العيش وسط الثلوج القطبية على حياة الرفاهية في مدريد. ومن بين أفلام المسابقة الرسمية، الفيلم الجديد للمخرج الألماني الشهير فيرنر هيرتزوغ "ملكة الصحراء"، إنتاج أمريكي صور السنة الماضية بالمغرب، وهو من بطولة نيكول كيدمان، وجيمس فرانكو، وروبرت باتنسون، ويروي قصة الرحالة والمستكشفة وعالمة الحفريات البريطانية الشهيرة جيرترود بيل. ومن أبرز الأفلام المرشحة لجائزة الدب الذهبي، الفيلم الصيني "ذهب مع الرصاص" للمخرج جيانغ وين، وهو االثاني من ثلاثية "الرصاص" بعد "دع الرصاص يطير"، الذي عرض عام 2010. وتشارك الدولة المضيفة بفيلمين "كما لو كنا نحلم" لأندرياس درسن، ويروي قصة خمسة أصدقاء بعد سقوط جدار برلين عام 1989، و"فيكتوريا" للمخرج سباستيان سكيبر. ومن أهم أفلام المسابقة وأكثرها انتظارا من جانب عشاق السينما، الفيلم الأمريكي "فارس الكؤوس"، من إخراج تيرنس ماليك وبطولة كريستيان بال، وكيت بلانشيت، وناتالي بورتمان. ويأتي المخرج الإنجليزي بيتر غريناواي إلى برلين بإنتاج مشترك بين هولنداوالمكسيك وبلجيكا وفنلندا يحمل عنوان "إيزنشتاين في غوانخواتو"، ويتناول جانبا من رحلة المخرج السينمائي الروسي الشهير سيرغي إيزنشتاين في المكسيك قبل أن يستدعيه ستالين إلى موسكو. ويشارك المخرج الروماني رادو غود في المسابقة بفيلم "أفيريم"، الذي تدور أحداثه حول سياسة الاستبعاد، التي كانت تمارس ضد الغجر، ويمثل بريطانيا فيلم "45 سنة" من إخراج أندريه هايغ، ومن فرنسا، يشارك فيلم "مذكرات خادمة" لبينوا جوكوت، وهو مقتبس عن رواية أوكتاف نيرابو، التي سبق أن أخرج عنها جان رينوار فيلما عام 1946، كما أخرج المخرج الإسباني الشهير لوي بونويل فيلما آخر، يحمل العنوان نفسه عام 1964. وتشارك إيران بفيلم "طاكسي" للمخرج جعفر بناهي، الذي صوره في طهران، رغم الحظر الذي تفرضه عليه السلطات منذ سنوات. ويحتفي المهرجان هذا العام بالمخرج الألماني الشهير فيم فيندرز، الذي سيمنح جائزة "الدب الذهبي" الرمزية عن مجمل إنجازه السينمائي. ويرأس لجنة التحكيم الدولية المخرج الأمريكي، دارين أرونوفسكي. ويعد مهرجان برلين السينمائي واحدا من أهم المهرجانات السينمائية في العالم، ويعرض سنويا نحو 400 فيلم في فئات مختلفة، ويبيع ما يفوق 300 ألف تذكرة، ويستقطب المتخصصين في المجال من كل أنحاء العالم، وسط تغطية إعلامية عالمية ضخمة.