في الصورة مدير مهرجان برلين السينمائي تحولت العاصمة الألمانية برلين إلى عرس سينمائي دولي بامتياز، فهي تحتضن فعاليات مهرجانها السينمائي الدولي في دورته ال 59 . المهرجان انطلق رسميا بأول عرض خاص بالصحافيين لفيلم الإثارة والحركة "ذي إنترناشونال" ، للمخرج الألماني توم تيكوير، والذي تدور أحداثه حول عالم البنوك وجرائم الفساد. الفيلم يقدم إجابة عن الوضع الفاسد الذي يطبع النظام العالمي. ويقوم ببطولة الفيلم الممثل البريطاني، "كليف أوين" (44 عاما) الذي يشخص دور العميل في الشرطة الدولية "الانتربول"، "ليوس سالينر"، والممثلة الشهيرة "ناعومي واتس" (40 عاما) والتي تقوم بدور "إلينور وايتمان" وتعمل محامية في نيويورك وتحاول متابعة أنشطة أكبر بنك في العالم "إي بي بي سي" بهدف الكشف عن جرائم الفساد التي يرتكبها. رحلة البحث عن الحقيقة تقود العميل و المحامية إلى العديد من الأماكن حول العام وسط مغامرة مثيرة. ويأتي اختيار الفيلم من طرف المنظمين في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية التي يتخبط فيها العالم حاليا. لكن رئيسة لجنة تحكيم هذه الدورة الممثلة البريطانية "تيلدا سوينتون" تعتقد أنه "من الخطأ الاعتقاد بأن الأزمة المالية هي أكبر أزمات العالم في الوقت الراهن، بل إن هذه الأزمة المالية تضر بالأغنياء في المقام الأول، فثمة أزمات مختلفة تماما في العالم مثل الصراع في غزة على سبيل المثال". "" مشاركة جزائرية و إيرانية و شبه غياب عربي عن المهرجان تشهد الدورة ال 59 لمهرجان برلين السينمائي الدولي حضورا جزائريا من خلال فيلم "نهر لندن" لمخرجه رشيد بوشارب و المعروف من خلال عمله "بلديون" . " نهر لندن" هو آخر أعماله ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، ويعد هذا الفيلم ثاني تجربة باللغة الانكليزية ينجزها المخرج الذي اختار كلا من "برندا بليثن" و"ستيغوري كويات" لتأدية ادوار البطولة في عمله الذي أنجز بإنتاج مشترك بين الجزائروفرنسا والمملكة المتحدة .ويطرح المخرج في جل أفلامه قضايا تتعلق أسئلة الهوية ، كما قدم أعمالا تبحث عن الجذور وتميط اللثام عن كثير من الحقائق في الماضي، كما في فيلمه "ليتل سنغال" وفيمله قبل الأخير "بلديون" ، الذي يعمل المخرج على إعداد جزء ثان منه كما كشف عن ذلك للصحافة.وكان "بلديون" الذي يتناول الدور الذي لعبه الجزائريون والمغاربة عسكريا بجانب فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية عرض في مهرجان كان السينمائي عام 2006 ونال أبطاله الخمسة مجتمعين جائزة أفضل أداء تمثيلي. المشاركة العربية في المهرجان تظل خجولة إذ يسجل المهرجان مشاركة فيلمين لبنانيين، و هما: "سمعان بالضيعة" ، وفيه يقدم المخرج سيمون الهبر، حياة عمه الذي رفض مغادرة قريته اللبنانية بعد أن هجرها أهلها، وبعد حصار كان قد طال القرية في إحدى الأزمات اللبنانية الإسرائيلية، ليرفضوا بعدها العودة إليها. وسيعرض أيضا الفيلم الروائي الأول للمخرجة اللبنانية سابين الجميل "نيلوفر" ، والذي يقدم قصة بعيدة عن لبنان ، ويذهب إلى مناطق الحدود العراقية الإيرانية ويقدم حلم إحدى الفتيات الإيرانيات في التعلم. وإلى جانب عرض الأفلام، ينظم مهرجان برلين السينمائي في دورته ال59 ، ندوة حول السينما الفلسطينية ، وستعقد يوم الحادي عشر من هذا الشهر، و ستتطرق للسينما الفلسطينية الحديثة وأبرز رموزها من المخرجين من أمثال هاني أبو اسعد ، ايليا سليمان ، ومي المصري. كما يتخلل المهرجان مشاركة عدد من الممثلين العرب في أعمال عالمية كما في فيلم المخرجة الدنماركية " Rie Rasmussen" (ريا راميسون) "حديقة حيوانات البشر" والتي تقوم بأحد أدواره الرئيسة فيه الممثلة الفلسطينية "هيام عباس" ، والتي بدأت في الظهور في أفلام أجنبية عديدة كان آخرها الفيلم الأميركي "الزائرون" ، والذي يقدم قصة حياة أمّ فلسطينية تعيش في أميركا ، يواجه ابنها تهديد الابتعاد بسبب إقامته غير القانونية في أميركا. هذا الفيلم الذي رشح بطله الممثل " Richard Jenkins" (ريشارد ينكيز) لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل يشخص دورا رئيسيا في الفيلم. حضور مكثف للسينما ألألمانية يسجل مهرجان برلين السينمائي هذا العام، تقديم رقم قياسي من الأفلام السينمائية والتي تجاوزت 6 آلاف فيلم، اختير منها 386 فيلما للعرض وسيتم عرضها 1286 مرة في الأقسام المتنوعة للمهرجان. وهذا يعني أنه سيتم يوميا عرض 32 فيلما كل يوم، إضافة إلى 679 فيلما إضافيا يشاهدها مشترو الأفلام في سوق الأفلام الأوروبية، وهو ما يمثل الجانب التجاري من المهرجان الأمر الذي يرفع العدد الإجمالي الذي سيعرض من الأفلام إلى حوالي 89 فيلما يوميا. ويعرف المهرجان مشاركة قوية للأفلام الألمانية، حيث من المقرر أن يتم عرض نحو 90 فيلما ألمانيا. وتقول التقارير الصحفية، أنه منذ تولي "ديتر كوسليك" منصب مدير مهرجان برلين، بدأت تتزايد أعداد الأفلام الألمانية المشاركة. حضور إيراني في المسابقة الرسمية بعد مشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين العام المنصرم من خلال فيلم "أغنية العصافير" لمخرجه مجيدي مجيدي ، تؤكد السينما الإيرانية حضورها مرة أخرى في الدورة ال 59 للمهرجان، من خلال فيلم "كل شيء عن إيلي" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي سيتنافس على الدب الذهبي في المهرجان. و تدور قصة الفيلم حول شخصية وسلوك فتاة تدعى "ايلي" تذهب مع عائلتها في سفرة سياحية إلى شمال إيران ، وتتعرف هناك على عائلات أخرى لم تحصل هي الأخرى على مكان للإقامة، لكنها تخلق أجواء حميمية مشتركة تتغلب على الظروف . وثمة رصد دقيق للسلوك وردود فعل الأشخاص في تعاملها مع الآخرين. وتؤدي دور ""ايلي" الممثلة الإيرانية "ترانه عليدوستي" ، كما يشارك كل من المخرج "أصغر فرهادي" و"كلشيفته فراهاني" و"رعنا ازادي" و"مريلا زارعي" بأدوار ثانوية . http://falsafa.maktoobblog.com