قد يكون اختيار مرشح شاب لخوض الانتخابات على رأس لائحة للشباب من باب تحصيل الحاصل، أما أن يتم اختيار شاب يخطو خطواته الأولى في عالم السياسة، كوكيل للائحة محلية لحزب يخوض منافسة انتخابية، أقل ما يمكن أن يقال عنها، أنها "ضارية"، فتلك ظاهرة تثير أكثر من تساؤل. هل هي مناورة سياسية من طرف حزبه أم جرأة سياسية تستحق التنويه، أم أنها، بكل بساطة، جواب عملي لدعوات تجديد النخب السياسية؟ على أية حال، فبالنسبة للشاب محمد البقالي (28 عاما)، المرشح عن حزب التقدم والاشتراكية في دائرة فاس- الشمال، لا يستدعي الموضوع أي تساؤل. كما أنه لا يرى في مواجهة أسماء كبيرة كرئيس مجلس المدينة، حميد شباط (حزب الاستقلال)، والوزير محمد عامر (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، ونائب الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة محمد لقماني، وعمر الفاسي الفهري (حزب العدالة والتنمية)، أية مدعاة للتخوف أو الإحباط. فخور بتجربة سنتين من العمل الجمعوي، ينوي هذا الشاب المقاول، الذي التحق بصفوف حزب التقدم والاشتراكية قبل ثلاثة أشهر فقط، إبراز ثلاثة مؤهلات يعتبر أنها وازنة: صغر سنه، والزخم الذي عرفته الدعوة لتجديد النخب على الصعيد الوطني، وخاصة علاقته الوطيدة بسكان مقاطعته. وأشار محمد البقالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أنه "في حال ما إذا قرر الناخبون المشاركة بكثافة هذه المرة، سنتمكن من الفوز، دون صعوبة، بمقعد في الدائرة الانتخابية فاس- الشمال، لأننا اعتمدنا استراتيجية تتمثل في تركيز الحملة على مقاطعة المرينيين، التي أنتمي إليها، والتي تعرف أحد أعلى معدلات المشاركة على صعيد مدينة فاس". وفي نظر المرشح الشاب، الذي أقام عشر سنوات في أوروبا، فإن السياسة، يجمعها بمجال الأعمال، قاسم مشترك، هو الجرأة والمغامرة. وأعرب هذا المرشح، الذي عين أحد أصدقائه، المتمرس في العمل الجمعوي، مديرا لحملته الانتخابية، عن يقينه في التوفر على حظوظ كبيرة للفوز في هذه الدائرة، مشيرا إلى أن المرشحين الأربعة في لائحة حزب التقدم والاشتراكية بدائرة فاس-الشمال هم أبناء أوفياء لهذه المنطقة الشعبية ويتوفرون على حظوظ كبيرة للفوز. وأضاف أنه يعتمد على استراتيجية للتواصل جد متطورة ترتكز على الاتصال المباشر بالسكان والعلاقات العامة، وكذا على موقع إلكتروني للتواصل مع الناخبين، موضحا أنه لا يتوفر على إمكانيات كبيرة ويستعمل الوسائل البسيطة التي يتوفر عليها. وقال إن دعم هيئات حزبه، " لا تزال خجولة " في الأيام الأولى من الحملة الانتخابية. وتضم دائرة فاس- الشمال، كلا من مقاطعة المرينيين، التي يركز محمد البقالي حملته عليها، ومقاطعات الزواغة، وفاسالمدينة والمشور-فاس الجديد. أما دائرة فاس- الجنوب، فتشمل مقاطعات أكدال، وسايس وجنان الورد والجماعات القروية المتاخمة لأولاد الطيب، وسيدي حرازم والعين البيضة. وتتنافس 32 لائحة انتخابية بعمالة فاس على ثمانية مقاعد بمجلس النواب خلال الاستحقاقات الانتخابية التي ستجرى في 25 نونبر الجاري.