كشف أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال الحفل الديني الذي نظمته الوزارة مساء أمس الثلاثاء بالرباط، بمناسبة تخليد يوم المساجد، أن عدد مساجد المملكة التي تحتاج إلى ترميم يناهز 1000 مسجد، يتطلب ترميمها ميزانية تقدر بمليار درهم (100 مليار سنتيم). التوفيق دعا المحسنين إلى إصلاح المساجد التي تحتاج إلى ترميم، وحثّهم على الانخراط في هذا العمل قائلا: "على المحسنين أن يلتفتوا إلى المساجد المُغلقة لإصلاحها وإعادة فتحها؛ فترميم مسجد يعادل أجره بناء مسجد جديد، وبدل أن يبني المحسن مسجدا جديدا من الأفضل أن يرمّم مسجدين أو ثلاثة، ويُعيد الحياة إليها". وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية دعا المحسنين أيضا إلى احترام التصاميم الهندسية للمساجد وعدم محاولة تغييرها، والعمل بتنسيق مع الوزارة أثناء عملية التشييد، موضحا أنّ التصرف في التصاميم الهندسية يؤدي إلى عدم الحصول على التصريح بفتح المسجد بعد الانتهاء من أشغال بنائه. التوفيق دعا المحسنين كذلك إلى عدم التصرف في المرافق الموازية للمساجد، كالمحلات التجارية التي تبنى جوارها؛ "لأنّها كالمساجد وقْف من أوّل العهد إلى آخر العهد، وهي وقف لا يجب أن يتم التصرف فيه، لأن هذا شيء يخالف القاعدة الوقفية التي كرسها القانون". علاقة بذلك، قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إن المغاربة ما زالوا يبذلون مالهم في سبيل بناء المساجد، وخاصة المساجد المتوسطة والصغرى، مضيفا "غالبا ما يتخيل بعض الناس أن سنّة الوقف قد ولّت، وهذا غلط كبير، إذ إن بناء المساجد لا يزال قائما، وسنّة الوقْف قائمة لأنها جِذوة في قلوب الأمّة لا تنطفئ". وحسب الأرقام التي قدمها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، فقد بلغ عدد المساجد التي جرى تشييدها خلال السنة الجارية 185 مسجدا، في مختلف ربوع المملكة، 160 منها بناها المحسنون، فيما شيّدت الوزارة خمسة وعشرين مسجدا. وتخلّد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يوم المساجد، الذي تستعرض فيه أبرز ما أنجز في مجال وتشييد وترميم وصيانة المساجد، وبرامج الوزارة في هذا المجال خلال السنة المقبلة، وتوازيه أنشطة دينية في مختلف المساجد. واستهل الحفل الديني، المنظم بالمدرج الكبير بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بمدينة العرفان بالرباط، بعرض شريط حول صحون المساجد بالمغرب، والتي تُعد من أبرز المعالم العمرانية للمساجد في المملكة، إذ لا يخلو منها أي مسجد. وصحن المسجد هو المساحة التي تتوسط باحة المسجد، وهي جزء من المسجد، إذ تستغل كفضاء للعبادة، إما للصلاة أو الوضوء، حيث تتوسطها نافورات أو صهاريج مملوءة بالماء، كما أنها توفر الراحة النفسية للمصلين خاصة وأنها تكون مفتوحة على السماء. ويتحدد الشكل الهندسي لصحون المساجد حسب مُناخ كل منطقة، وكذا تجهيزها؛ ففي المناطق ذات الطقس الحار يتمّ تشجير صحون المساجد، وجعل نافورات الماء داخله، لكون الأشجار والمياه تسهم في رطوبة الجو ومن ثم خفض الحرارة. كما تم تكريم عدد من بُناة المساجد والمهندسين المعماريين والصناع التقليديين.