أكدت جمعية محاربة السيدا أن عدد المصابين بهذا الفيروس يصل إلى عشرين ألف متعايش بالمغرب، ثلاثون في المائة منهم ليسوا على دراية بكونهم مصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة. وأوضح مهدي القرقوري، رئيس جمعية محاربة السيدا، في ندوة صحافية عقدت مساء الثلاثاء بأحد فنادق الدارالبيضاء، في إطار إطلاق النسخة السابعة لحملة "سيداكسيون المغرب 2018"، أن عدد المصابين يتوزع مناصفة بين النساء والرجال، لافتا إلى أن فئة الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة الأكثر إصابة بالداء. وجوابا عن سؤال جريدة هسبريس الإلكترونية بخصوص مالية الجمعية والاتهامات التي يوجهها إليها بعض المصابين بالداء، أكد رئيس الجمعية أن هذه الأخيرة "لها حسابات مدققة من طرف المحاسباتيين الذين يتفحصون سجلاتها، ولا يجدون شبهات"، مضيفا أنه "لا مشكل لدينا في الجانب المالي، ومن يرغب في تفحص سجلاتنا المالية فمرحبا به". ولفت المتحدث نفسه إلى أن الجمعية تقدم خدماتها "لكل محتاج وفق قدراتها ووفق التمويل الذي نتوصل به، سواء وطنيا أو دوليا. ونحاول إيصال الخدمات قدر المستطاع دون تمييز بين المصابين بالداء". وشدد الدكتور القرقوري، ضمن حديثه في هذه الندوة، على أن الجمعية ما زالت تصطدم "بالعديد من العراقيل التي تحول بيننا وبين تحقيق حلم لعالم بدون سيدا"، مشيرا إلى أن هذه العوائق تتمثل في "ضعف التمويل الوطني والدولي، حيث هناك تقلص التمويل الدولي وشح التمويلات المحلية". وزاد المتحدث نفسه بالقول "نحن الْيَوْمَ، أكثر مما مضى، مضطرون للاستمرار في التعبئة الجماعية لتوفير الإمكانات المادية، لنمكن الفاعلين الميدانين من الاستمرار في عملهم الرائع في مجالات الوقاية، العلاج، والدعم النفسي والاجتماعي". وأوضح رئيس الجمعية أنه بالرغم من تحقيق مجهودات جبارة في مجالات توسيع خدمات الوقاية وتوسيع خدمات تحليلات الكشف عن فيروس السيدا "لا يزال هناك الكثير يجب عمله، وخاصة في مجال الوجه الآخر للوباء؛ أي الوصم والتمييز، الذي يطال الأشخاص حاملي الفيروس والفئات الأكثر عرضة للإصابة". وتابع: "إن معركة مناضلي الجمعية مكانتنا من أمس الميز واللامساواة التي يؤدي إليها هذا المرض؛ ذلك أن المتعايشين مع الفيروس ليسوا سواسية في الاستفادة من هذه التطورات وخاصة في مجال التكفل، إذ إن هذا الحق ليس مضمونا للجميع". وأوضح المتحدث نفسه أن "المتعايشين مع الفيروس يتم تشخيص حالتهم في مراحل متقدمة من المرض، وقد يستحيل معها إنقاذهم، فليس هناك إنصاف في الولوج والوصول إلى هذه الابتكارات في مجال الوقاية والعلاج؛ لأن هناك عوائق مرتبطة بالبيئة الاقتصادية والاجتماعية والقانونية". ودعا رئيس الجمعية إلى ضرورة الاستمرار في المعركة من أجل نسل نهاية السيدا في العالم وفِي المغرب، مؤكدا أن حملة "سيداكسيون المغرب" التي تأتي تحت رعاية الملك محمد السادس لها دلالة كبيرة بالنسبة إلى جمعية محاربة السيدا التي تحتفل بمرور ثلاثين سنة على تأسيسها.