تواصل ساكنة دوار تولوالت، التابعة للجماعة القروية إكنيون بإقليم تنغير، احتجاجها بمركز تزارين بإقليم زاكورة. وقد قررت الدخول في اعتصام مفتوح للمطالبة بتمكينها من سيارة إسعاف سبق للعامل السابق لإقليم تنغير أن وعدها بها. الاعتصام المفتوح الذي تخوضه الساكنة جاء بعد قطعها مسافة حوالي 60 كيلومترا مشيا على الأقدام، من دوار تولوالت بجماعة إكنيون إلى جماعة تزارين بإقليم زاكورة، من أجل مطالبة السلطات الإقليمية بعمالة تنغير بتمكينها من سيارة إسعاف، تم اقتناؤها من برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية، وتسليمها إلى المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، التي وضعتها تحت تصرف الطبيبة الرئيسية للمركز الصحي بإكنيون. وصدحت حناجر المحتجين بشعارات تطالب عامل إقليم تنغير بالنيابة بالتدخل من أجل تسليمهم سيارة الإسعاف، وشعارات أخرى تندد بالتهميش والإقصاء المفروضين على الدوار من قبل المسؤولين. ميمون أوعدي، أحد المحتجين، أوضح أن الساكنة ستواصل اعتصامها بجماعة تزارين إلى حين تلبية مطلبها، مشيرا إلى أن مشكلهم ليس مع مسؤولي تزارين أو زاكورة، وإنما مع مسؤولي إقليم تنغير. وأضاف "إلى حدود الآن ليست هناك جهة رسمية في يدها حل لمشكلتنا ويمكننا الوثوق بها". وأكد المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن السكان لن يعودوا إلى ديارهم بدون سيارة إسعاف، مبرزا أن "الوعود التي يتلقونها كل مرة من السلطات الإقليمية بتنغير، كلها كاذبة ولا أساس لها من الصحة، وهي مجرد وعود لتشتيت صمودنا ونضالنا". وعلاقة بالموضوع، حل رئيس جماعة إكنيون بمكان اعتصام السكان من أجل التحاور معهم، فوقع سوء فهم بينه وبين الساكنة، التي حاصرت سيارته قبل أن تتدخل السلطة المحلية والمصالح الأمنية التي أمنت مغادرته المكان. حري بالذكر أن الساكنة المحتجة، وأغلبها من النساء والأطفال، ستبيت هذه الليلة في العراء بمركز جماعة تزارين، رغم البرد الذي تعرفه المنطقة هذه الأيام بفعل التقلبات المناخية والتساقطات المطرية. وهذه هي الليلة الثالثة التي يبيت فيها السكان في العراء. مسؤول بعمالة زاكورة قال، في اتصال هاتفي بهسبريس، إن الاحتجاج الذي يخوضه السكان بجماعة تزارين لا معنى له، خصوصا أنهم تابعون إداريا لإقليم تنغير. وأضاف أن مسؤولي عمالة تنغير وحدهم من لديهم حل لمشكل السكان. وطالب المسؤول ذاته المحتجين بتشكيل لجنة مكونة من عشرة أشخاص أو أقل، والانتقال إلى تنغير للتحاور مع السلطات، قصد إيجاد حلول مرضية، مشيرا إلى أن الاحتجاج، الذي يخوضونه الآن بجماعة تزارين غير قانوني وغير مرخص له. وحمل المسؤولية للمحتجين في حالة وقوع حالة شغب أو قطع الطريق، وفق تعبيره.