تتواصلُ فعاليات قمة "المدن الإفريقية"، التي تحتضنها مدينة مراكش من 20 إلى 24 نونبر الجاري، بافتتاح رواق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي تميّزَ بتقديم الخطوط العريضة للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تم تقديمها خلال ورشة موضوعاتية ترأسها محمد دردوري، الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت عنوان "تنمية الرأسمال البشري.. رافعة رئيسية لنمو مندمج". وذكرَ الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في كلمة افتتاحية له، على هامش انعقاد فعاليات الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية (أفريسيتي) بمراكش، بأن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ترتكز على أربعة برامج إرادية تم وضعها لتقوية التنمية البشرية، المدعمة بحكامة متجددة. ويهدف البرنامجان، الأول والثاني، إلى تقليص العجز في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة. في حين يهم البرنامج الثالث تعزيز الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب. أما البرنامج الرابع فيروم تحفيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة. وهي برامج جديدة، تعتمد توجها مبتكرا من خلال معالجة الأسباب الرئيسية للتأخر على مستوى التنمية البشرية. وتلت عرض الوالي ورشتان حول موضوع "الاستثمار في الفرد منذ الطفولة المبكرة لتوسيع فرص التنمية البشرية". وركزت الورشتان على الإجراءات المدرجة في البرنامج الرابع من المرحلة الثالثة للمبادرة، والتي تهدف إلى مواكبة الأفراد في مرحلتي الطفولة المبكرة والشباب. وخلال الورشة الثانية، التي أطرها إدريس المناني، ممثل عن التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تم التطرق إلى مساهمة المبادرة في تقوية نظام صحة الأم والطفل وتحسين تغذيته. وفي السياق نفسه جاءت الورشة الثالثة والأخيرة، التي أطرتها الدكتورة منى بوسفيان، المكلفة ببرنامج الصحة لدى منظمة اليونيسيف المغرب، حيث تناولت موضوع تنمية الطفولة المبكرة والممارسات الجيدة في الصحة والتغذية. وتعتبر مشاركة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في قمة "المدن الإفريقية" فرصة لتبادل الخبرات مع دول إفريقيا جنوب الصحراء حول التنمية البشرية، تماشيا مع التوجيهات التي رسمها الملك محمد السادس لتعزيز التعاون جنوب – جنوب. ويراهن منظمو الدورة الثامنة للمعرض على مشاركة واسعة للشركات الخاصة في إفريقيا والدول الشريكة، فضلا عن العودة الهائلة للشركات التي شاركت في الدورات السابقة. ويُوفر معرض "أفريسيتي 2018" عرضا إفريقيا وعالميا متنوعا وجذابا في مختلف المجالات مثل المعدات والهندسة والحلول والخدمات المتخصصة، بفضل الحضور المتوقع لنحو 30 دولة، الشي الذي يوضح الاهتمام المتزايد للفاعلين الدوليين بالقارة الإفريقية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن منحة المشروع والشراكة، التي تم إنشاؤها وتفعيلها خلال الدورة السابعة التي أقيمت في جوهانسبورغ، ستقدم للعارضين والشركاء في المعرض، بالإضافة إلى مؤتمري قمة مدن إفريقيا، حاملي مشاريع البحث عن شراكات في الهندسة، والمساعدة التقنية، والتكوين، وتوريد المعدات والخدمات، والاستثمار والتمويل، فرصة للاجتماع لمناقشة مشاريعهم وإبرام اتفاقيات التعاون. وبناء على اجتماعات العمل المبرمجة مسبقا، ستعمل هذه الخدمة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من المعرض، وستسمح بالربط المستهدف بين حاملي المشاريع وموفري الحلول، بهدف إبرام شراكات مؤسساتية أو مهنية ذات اهتمام مشترك. وعلى غرار الدورات السابقة، سيكون معرض مدن إفريقيا 2018 فرصة للفاعلين الرئيسيين في التنمية الإقليمية (منتخبون وسلطات محلية ووطنية ومقاولات ومؤسسات مالية ومحددون وخبراء ووكالات تعاون دولية...) للنقاش من خلال برنامج من المؤتمرات وورشات العمل حول التحديات الكبرى لسياسات التنمية الإقليمية والتكنولوجيات المبتكرة بشأن موضوعات "انتقال الطاقة، التحديات والتنمية المستدامة"، و"التنقل والنقل العمومي في إفريقيا".