انطلقت صباح اليوم الجمعة ب"مدينة مولاي علي الشريف" الدورة الثالثة والعشرون لجامعة مولاي علي الشريف، المنظمة هذه السنة حول موضوع "الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المغرب على عهد جلالة الملك الحسن الثاني". وعلى غرار الدورات السابقة، ستشهد أعمال جامعة مولاي علي الشريف تنظيم عدد من الندوات العلمية التي سيسلط فيها عدد من الأساتذة الجامعيين والباحثين الضوء على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني. محمد بنرباك، والي جهة درعة تافيلالت، قال في كلمة مقتضبة إن الندوات العلمية القيّمة لجامعة مولاي علي الشريف تساهم في ربط الجسور بين ماضي المغرب العريق وحاضره، وتعرف الأجيال الصاعدة بالتاريخ العريق واستشراف المستقبل. واعتبر والي جهة درعة تافيلالت أن جامعة مولاي علي الشريف تُعد موعدا ذا أهمية بالغة لقراءة التاريخ العريق للمملكة وما تحقق من منجزات، كما تمكن من التعرف على الركائز التي بني عليها الاستثناء المغربي في التعايش والاستمرار في العمل على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتطور الديمقراطي. محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، استهل كلمته بالإشارة إلى أن جامعة مولاي علي الشريف دأبت، وفاء لمضامين الرسالة الملكية الموجهة إلى الدورة السابعة عشرة للجامعة، على استحضار أهداف جديدة لهذا الملتقى العلمي، من خلال تناول مواضيع صون التراث الثقافي بمختلف تجلياته وتوفير التجهيزات الثقافية وتلبية الحاجيات الملحة للمواطنين. وفي هذا الإطار قال الأعرج إن المجال الترابي لجهة درعة تافيلالت يشهد عددا من الأوراش المتعلقة بتعزيز البنية الثقافية للجهة، المنجزة بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، من قبيل إنجاز مراكز ثقافية ومكتبات وسائطية جديدة، وترميم بنايات أخرى، وزاد: "كما خصصت الوزارة ميزانية بقيمة مليوني سنتيم لتنظيم البرامج والتظاهرات الثقافية بالجهة". من جهة ثانية، اعتبر وزير الثقافة والاتصال أن الحياة الاقتصادية والاجتماعية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ظلت مزدهرة، رغم التحديات والإكراهات التي واجهتها، مبرزا أن السياسات الاقتصادية والاجتماعية في عهد الملك الراحل كانت ترتكز بالأساس على المخططات الاقتصادية، سواء الثلاثية أو الخماسية. وأضاف الوزير أن هذه المخططات "تنطلق من المرتكزات المرتبطة أساسا بالسياسات العمومية الحكيمة والحياة الاقتصادية والاجتماعية، من خلال إنجاز عدد من الأوراش الكبرى، خاصة المرتبطة بالمجال الفلاحي والسدود، وكل ما يتعلق بمظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية". رئيس بلدية الريصاني نوه في كلمته بجودة العروض التي تُقدم خلال جامعة مولاي علي الشريف، قائلا: "جامعة مولاي علي الشريف هي حدث علمي يبحر بنا في صفحات مجيدة من تاريخنا الوطني تحت راية الدولة العلوية الشريفة". وأضاف رئيس بلدية الريصاني أن العروض العلمية المقدمة خلال ندوات جامعة مولاي علي الشريف "تتيح فرصة التعمق في تاريخ الدولة العلوية والتشرف بمعرفة ملوكها العظام من خلال المواد العلمية التي تمتح من منابع الحضارة المغربية على عهد الدولة العلوية". وأشار المتحدث ذاته إلى أن المجلس البلدي لمدينة الريصاني، وبالرغم من محدودية إمكانياته المالية، يحاول البحث عن موارد للإقلاع الثقافي بالمنطقة، من خلال استغلال أمثل للكنوز المتمثلة في القصبات والقصور، "من أجل إعادة الثقة للشباب في موروثهم الحضاري"، لافتا إلى أن المجلس البلدي للريصاني سيجعل من السياحة الثقافية رافعة من رافعات التنمية في المنطقة.