تزيَّنتْ سماء عاصمة سلطنة عُمّان مسقط، مساء أمس الأحد، بالنجوم والشهب الاصطناعية احتفالاً بالافتتاح الرَّسمي لمطار مسقط الدولي الجديد. وتزامنَ الموعد مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين، حيثُ ترأَّس نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، فهد بن محمود آل سعيد، حفل الافتتاح الرسمي للمطار. المسؤول الحكومي قال إنَّ مطار مسقط الدولي يأتي كأحد أهم المنجزات التي تشهدها السلطنة في مسيرة النهضة للسلطان قابوس بن سعيد، ويمثل انفتاح السلطنة على العالم بشكل أكبر. وأضاف في تصريحٍ لوسائل الإعلام، على هامش الاحتفال الرسمي بمطار مسقط الدولي، "علينا أن نحمد الله على النعم التي نعيشها في السلطنة ونتمنى دوامها، وأن تستطيع السلطنة القيام بدورها على الصعيدين الداخلي والخارجي"، بتعبيره. وأوضح فهد بن محمود آل سعيد أنَّ "افتتاح المطار، بالإضافة إلى الموانئ والطرق، كلها مشاريع تصب في تطوير البنية الأساسية، مما يشجع على جلب المزيد من الاستثمارات إلى السلطنة، إضافة إلى الأهداف التنموية والاجتماعية والثقافية التي تهم المواطن العماني". وأكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الوزراء، الذي حضرَ الحفلَ بتكليف من السلطان قابوس، أن كل ما يتم إنجازه على أرض عُمان هدفه الرئيسي هو المواطن العُماني. وزاد: "نسعى جميعا إلى أن يحظى المواطن العُماني بكل الرفاه والسعادة في بلده". أحمد الفطيسي، وزير النقل والاتصالات، شدد عى أن مطار مسقط الدولي يعد إضافة نوعية إلى قطاع الطيران المدني في السلطنة، مما سيعزز منظومة القطاع على مستوى المنطقة لما يتمتع به من الإمكانيات، والمستوى العالي من حيث الأنظمة والتجهيزات، وقدرته على استيعاب النمو المتزايد لأعداد المسافرين القادمين والمغادرين للسلطنة. وأضاف المسؤول العماني أنَّ هذا الصرح أصبح، بما وفر له من إمكانيات، كيانًا اقتصاديًا وسياحيًا واستثماريًا للسلطنة، وأنه يصنف، حسب معايير الطيران المدني الدولية، بأنه ضمن المطارات المثالية، حيث سيستوعب 20 مليون مسافر سنويًا في مرحلته الأولى، وسيرتفع العدد إلى 56 مليون مسافر في المراحل اللاحقة. وأوضح أنه بعد سنوات من التخطيط والتنفيذ المتواصل تم تشغيل هذا المرفق الاقتصادي والسياحي النوعي، الذي "يجسد نموذجًا منفردًا من حيث الحجم والشكل والتنظيم والتجهيز، ليصبح مفخرة ومعلمًا بارزًا يضاف إلى تلك المشاريع الشامخة التي شهدتها السلطنة على مدى 48 عامًا من مسيرة النهضة". من جهة أخرى، وصفَ المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني، عبد النبي منار، تشييد المطار الجديد بمسقط بأنه من أهم الإنجازات التي عرفها مجال الطيران المدني الدولي، مضيفا أن ذلك "فرصة لتأكيد المجهودات التي تقوم بها السلطات العربية من أجل تطوير قطاع النقل الجوي، الذي له وقع كبير على اقتصاد الدول، خاصة على مستوى الناتج الداخلي الخام وتوفير فرص الشغل". وأوضح أن "حدث افتتاح المطار الجديد يُتوج مجهودات الدول العربية، التي أصبحت تنافسُ الدول القوية في مجال الطيران المدني". وقال المسؤول المغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "مطارات عربية صارتْ تتصدر قائمة المطارات من حيث البنية التحتية وجودة الخدمات، كما أن هناك شركات عربية في الطيران المدني هي الأولى على المستوى الدولي من حيث الأمن وسلامة الطائرات"، واصفاً لحظة افتتاح المطار الدولي مسقط بأنها "من أكبر اللحظات في العالم العربي، وفرصة لتبيان مجهودات الدول العربية بدون استثناء في مجال الطيران المدني؛ كما أنه يشرف ويشجع الدول العربية، بالرغم من الإكراهات والصعوبات التي تعرفها". وتبلغ المساحة الإجمالية لمبنى المسافرين نحو 580 ألف متر مربع، ويتكون من ثلاثة أجنحة (ثلاثة مستويات لكل جناح)، إضافة إلى المنطقة الوسطى (خمسة مستويات) التي تربط الأجنحة الثلاثة. وتوجد ثلاثة مداخل رئيسية تؤدي إلى تلك المستويات، بالإضافة إلى صالات للقادمين والمغادرين من كبار الشخصيات. ويتضمن المبنى 118 منضدة لتخليص إجراءات السفر من قبل شركات الطيران، و82 منضدة لتخليص إجراءات السفر من قبل شركة عمان. وتتوزع أماكن البيع بالتجزئة على الجانبين الجوي والبري من المبنى على مساحة 12 ألف متر مربع. كما يتضمن بوابتين مخصصتين للطائرات كبيرة الحجم كطائرات "إيرباص 380" و"بوينغ 747" متصلتين بجسور لصعود الطائرة، وعشرة خطوط لأحزمة استلام الأمتعة، منها ثمانية للرحلات الدولية، واثنان للرحلات الداخلية بطاقة استيعابية قدرها 5200 حقيبة في الساعة، بطول 2،11 كيلومترا. ويتوفر المبنى على صالات خاصة بالدرجتين الأولى ورجال الأعمال، ومكاتب لخطوط الطيران وتأجير المركبات، ومكاتب للمعلومات السياحية والخدمات المتنوعة. كما يشتمل على فندق في الجانب الجوي يتكون من 90 غرفة مزودة بالخدمات الضرورية للنزلاء. وقد روعي في تصميم المبنى التوسعات المستقبلية بتخصيص منطقة تتسع لبناء 90 غرفة إضافية. ويضمّ المبنى 40 جسرا جويا لنقل المسافرين من وإلى الطائرات عن طريق 29 صالة انتظار، و16 صالة انتظار إضافية لنقل المسافرين من وإلى الطائرات عن طريق الحافلات عند الضرورة، إلى جانب مواقف للطائرات بطاقة استيعابية تبلغ 59 موقفا. وتم توريد وتركيب أنظمة المراقبة الجوية والاتصالات للمطار وربطها بمطار صلالة والمطارات الإقليمية بالسلطنة وذلك في أبراج المراقبة ومركز مسقط للمراقبة الجوية ومركز الطوارئ والتدريب، بالإضافة إلى تركيب المعدات الداعمة للأنظمة وعملية ربط المرافق الخارجية داخل المطار وخارجه مثل الرادارات والراديوهات الصوتية وغيرها. ويتوفر مطار مسقط الدولي على 4722 موقفا للسيارات، منها 2054 موقفا مظللا موصلا بممرات مظللة لربط المواقف بمبنى المسافرين، إضافة إلى قاعات انتظار الحافلات ومباني الخدمات والتسهيلات.