بعد تأكيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، أن تغيير وقت دخول وخروج التلاميذ من المؤسسات التعليمية جاء بتوافق مع الفرقاء الاجتماعيين وجمعيات آباء وأمهات التلاميذ، خرجت النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية لتكذب تصريحات المسؤول الحكومي التي جاءت على خلفية احتجاجات التلاميذ. النقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أكدت أنها ترفض "أساليب التضليل والتغليط وتُجدد دعوتها إلى التراجع عن ترسيم التوقيت المدرسي الجديد"، وفق تعبيره. وأشارت المركزية النقابية إلى اللقاء الذي جمع الوزير أمزازي مع النقابات التعليمية الست بخصوص التفاوض حول الزمن المدرسي الجديد، معبرة عن رفضها العمل بالتوقيت الصيفي لما له من انعكاسات سلبية اجتماعيا وتربويا وإداريا. وفندت "FNE-CDT"، في بيان لها، "ادعاءات وزير التربية الوطنية بإشراك النقابات وموافقتها على ما تم الإقدام عليه من طرف الوزارة من إجراءات متعلقة بتكييف الزمن المدرسي مع التوقيت الصيفي المفروض من طرف الحكومة بشكل انفرادي". ودعا "رفاق الأموي" إلى التراجع عن ترسيم التوقيت الصيفي، محملين الحكومة والوزارة الوصية مسؤولية تزايد الاحتقان الذي تعرفه المؤسسات التعليمية والساحة الاجتماعية عموما، كما نبهوا إلى خطورة التمادي في أسلوب التخبط والارتجال الذي يعمق الأزمة ويفضي إلى المزيد من هدر الزمن المدرسي. يوسف علاكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، قال إن اللقاء الذي جمع الكتاب العامين للنقابات التعليمية بالوزير أمزازي كان مخصصا للملفات القطاعية المعروضة على الوزارة. وأوضح القيادي النقابي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الجامعة الحرة للتعليم رفضت مناقشة التوقيت المدرسي "لأنه عبرنا صراحة داخل اللقاء أن الأمر يعتبر قرارا حكوميا ارتجاليا، وأن أي محاولة لإخفاء آثاره السلبية ستكون على حساب الإيقاعات البيولوجية للتعلم وعلى الأسر ونساء ورجال التعليم". وزاد المتحدث: "وإن كان لا بد من فتح نقاش تدبير الزمن، فيجب أن ينطلق من تخفيف ساعات التمدرس بموازاة مع مراجعة تكدس البرامج والمواد الدراسية وبرؤية بيداغوجية، وليس بمنطق الضوء والعتمة كما صرح وزير القطاع". وأرجع علاكوش ما يقع في قطاع التعليم اليوم إلى القرارات الحكومية الارتجالية، و"هو ما جعل وزارة التربية تصدر البلاغ تلو البلاغ لتترك في الأخير الصلاحيات لمجالس التدبير وما سينتج عن ذلك من تأخر في البرمجة بسبب إعادة توزيع جداول الحصص الأسبوعية كما لو كنا في دخول مدرسي جديد على مشارف شهر دجنبر". من جهته، قال الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عبد الإله دحمان، القيادي في حزب العدالة والتنمية: "أقولها بكل مسؤولية، لم نتفق أو نتوافق مع وزير التربية بخصوص ترسيم التوقيت الصيفي بالقطاع، بل أعلنا رفضنا له ومن يقول غير ذلك فقد كذب". وكان وزير التربية الوطنية، بعد تزايد حالة الاحتقان داخل المؤسسات التعليمية، أكد تفهم الفاعلين الاجتماعيين لقطاع التعليم قرار الحكومة ترسيم التوقيت المستمر، وكذا مضامين المذكرة الوزارية المرفوعة إلى مديري الأكاديميات، التي منحت لهم صلاحيات تكييف مقتضيات المذكرة المتعلقة بالتوقيت المدرسي، واعتماد صيغ التوقيت المدرسي التي تناسب خصوصيات الجهة.