تزامنا مع تخليد ذكرى المسيرة الخضراء، خاضت عائلات شهداء وأسْرى ومفقودي الصحراء وقفة احتجاجية أمام مقر الإدارة العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بالرباط، للمطالبة بالعناية بأهالي الأسرى ومفقودي الحرب في الصحراء. وتتمثل المطالب الأساسية التي رفعها المحتجون في "تعويض أسَر الشهداء والمفقودين ماديا ومعنويا، وإحداث مندوبية سامية تُعنى بهذه الشريحة، وتمكين جميع الأسَر من الحقوق المتعلقة بالسكن والتشغيل والتطبيب، وحل المشاكل التي تتخبط فيها". وقال إبراهيم الحجام، رئيس الجمعية الوطني لأسَر شهداء ومفقودي وأسْرى الصحراء المغربية: "الوقفة الاحتجاجية تأتي من أجل أن نبرهن للجميع أنّ آباءنا كان لهم دور كبير في استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة. وجئنا إلى هنا للمطالبة بردّ الاعتبار إلينا". وانتقد الحجام عدم تفاعل الجهة المعنية مع مطالب أسَر شهداء ومفقودي وأسرى حرب الصحراء، قائلا: "الحرب في الصحراء كانت لها فاتورة كبيرة على المستوى الإنساني، وهناك مؤسسات من المفروض أنها تُعنى بأسَر الشهداء والأسرى والمفقودين لم تقم بالدور الذي يجب أن تقوم به". وأردف المتحدث ذاته: "عيب وعار أن يراوح ملف هذه الشريحة من المجتمع مكانه لما يزيد عن ثلاث وأربعين سنة..قد حان الوقت للحسم فيه، لأن الدولة المغربية عالجت مشاكلَ شائكة أكثر من هذا الملف؛ وبالتالي نطرح السؤال لماذا هذا الإقصاء وهذا الاستثناء الذي يطالُنا؟". مسؤولو الإدارة العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بادروا إلى توجيه دعوة إلى أسَر شهداء ومفقودي وأسْرى الصحراء قبل شروعها في خوض وقفتها الاحتجاجية، طالبين انتداب أربعة ممثلين للحوار. ودار نقاش بين أفراد أسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء حول الدخول في حوار مع إدارة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية؛ فدعا بعضهم إلى تأجيل الوقفة الاحتجاجية إلى حين معرفة ما سيسفر عنه الحوار، لكنّ آخرين عارضوا هذا الطرح وتمسكوا بإجرائها، وقال أحدهم: "إذا وقّعوا معنا محضرا يَلتزمون فيه بالاستجابة لمطالبنا فهذا سيكون مؤشرا على أنّهم جدّيون في التعاطي مع مطالبنا، وإذا لم يوقعوا محضر الالتزام فهذا يعني ألّا شيء سيتحقق، كما حصل في اجتماعات سابقة"، بينما قال آخر: "فيمّا شافونا غنحتجّو كيلوحو لينا عْظْم ديال الحوار باش نسكتو". وبعد نقاش حاد خاض أفرادُ أسَر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء القادمين من مختلف جهات المملكة وقفة احتجاجية في الساحة المقابلة للإدارة العامة للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية؛ فيما كان أربعة من ممثليهم يتحاورون مع مسؤولي إدارة القوات المسلحة الملكية، أملا في الوصول إلى تسوية لملفهم المطلبي الذي عمّر ثلاثا وأربعين سنة. وحسب المعلومات التي قدمتها الجمعية الوطنية لأسَر شهداء ومفقودي وأسْرى الصحراء المغربية، فقد خلفت حرب الصحراء 30 ألف شهيد، و2400 أسير عسكري ومدني، وحوالي 700 مفقود مدني وعسكري.