بعدَ يومين من النِّقاش حول سبُل تنزيل النموذج التنموي الجديد في الأقاليم الجنوبية وجذْب الاستثمارات من العاصمة الفرنسية باريس إلى مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، أُسْدلَ السِّتار على فعاليات المنتدى الفرنسي المغربي للأعمال، الذي شهِدَ توافدَ أزيد من 250 مشاركاً، بتنظيم زيارة للوفد الفرنسي وعدد من المنتخبين المغاربة إلى أهم المرافق الاجتماعية والاقتصادية التي تزخرُ بها عاصمة الصحراء. الوفد الباريسي، الذي ضمَّ رجال أعمال ومنتخبين مغاربة يشغلون مناصب سياسية واقتصادية في عاصمة "الأنوار"، ترأسه سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية، وهمت الزيارة أهم المرافق الحيوية في مدينة العيون، واطلع من خلالها المستثمرون على أهم المؤهلات الاقتصادية للمنطقة، وفرص الاستثمار المتاحة بها. وفي كلمة له أمام الوفد الفرنسي، قالَ ولد الرشيد إن "جهة العيون شهدت خلال السنوات الأخيرة إنجاز عدة أوراش مهيكلة ومشاريع اقتصادية واجتماعية مكنت من الرقي بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للساكنة المحلية، مشيرا إلى أنه "تم في هذا الإطار تدعيم البنيات والتجهيزات الأساسية وإنشاء المقاولات والاهتمام بالقطاع الصحي والمجال البيئي والعنصر البشري الذي يعتبر ركيزة كل تنمية". وزارَ الوفد مشروع أكبر بلدية في المغرب، وثاني أكبر مكتبة من حيث المساحة بعد المكتبة الوطنية للمملكة بالرباط، والذي بلغَ مراحله النهائية، والذي ينجز على مساحة 26 ألف متر مربع بمبادرة من وكالة تنمية الجنوب، ضمن الأوراش الكبرى التي يجري إنجازها في العيون من أجل تعزيز بنياتها السوسيو اقتصادية ومنح المدينة تهيئة عمرانية متناغمة تثمن إمكاناتها. كما كان الوفد على موعد مع زيارة هي الأولى من نوعها للمركب السوسيورياضي والذي يعرف محليا باسم "القرية الرياضية"، التي تضم 17 ملعباً لجميع الرياضات ومدرسة للتكوين يسهر عليها 30 إطاراً متخصصا ومسبحا كبيرا مخصصا للإناث، بالإضافة إلى قاعة مجهزة بأحدث الآليات المخصصة للرياضة داخل الصالات. كما قام الوفد الفرنسي بمهمة استكشافية لشركة فوسبوكراع، الواقعة غرب مدينة العيون، للوقوف على مدى مساهمة الشركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى المحلي وكذا الاستثمارات الموجهة إلى فائدة أبناء المنطقة. وعاينَ المستثمرون الفرنسيون عن قرب مصنع ومنشآت شركة فوسبوكراع ودورها الكبير في تشغيل شباب المنطقة، خاصة بمعمل المعالجة. كما وقف الوفد على وسائل العمل بمعمل المعالجة لمادة الفوسفاط بميناء العيون. سيفكين كوغمان، عن مجموعة "Obatem" الفرنسية-التركية"، قالَ، في تصريح لهسبريس، إنه "وجدَ في مدينة العيون كل الشروط المواتية للاستثمار، خاصة في مجال وحدات التجميد الخاصة بالأسماك والموجودة في منطقة المرسى، مضيفاً أن "هناك تطورا كبيرا على مستوى البنيات التحتية وفرص الاستثمار". وأضاف رجل الأعمال الفرنسي من أصول تركية، الذي حضر إلى ملتقى الأعمال بدعوة من الغرفة الفرنسية للصناعة والتجارة بالمغرب، أن "مناخ الاستثمار في الجهة مواتٍ"، مشيرا إلى أنه يطمح إلى "زرع وحدات للتبريد في المنطقة، من أجل تسهيل نقل السمك من جنوب المملكة إلى شمالها". جدير بالذكر أن المنتدى يعقد بشراكة مع العديد من الفاعلين والمتدخلين الاقتصاديين، المحليين والدوليين؛ وفي مقدمتهم وزارة التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية، بالإضافة إلى الجمعية المغربية للمصدرين، وصندوق الإيداع والتدبير، والبنك المغربي للتجارة الخارجية إفريقيا، والبنك الشعبي، والبنك المغربي للتجارة والصناعة، والشركة العامة، وشركة فوسبوكراع، والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات الخارجية. وشكل برنامج المنتدى فرصة لجهة العيون الساقية الحمراء لعرض مخطط التنمية الجهوية. وتميز هذا الحدث بالغنى والتنوع، إذ تضمن ندوات موضوعاتية وموائد مستديرة وورشات عمل بين الفاعلين الاقتصاديين وزيارات ميدانية، بالإضافة إلى اجتماعات لتعزيز التشبيك.