طوى معرض مهنيي الصناعة التقليدية "من يدنا" صفحة الختام، الأحد، بحضور كثيف للزوّار، الذين قدموا من مختلف المدن المغربية، من أجل سبْر أغوار مختلف المهن التقليدية التي تفوح بعبق التاريخ، وسط استقبال حافل من قبل الصنّاع، الذين حرصوا على التعريف بمنتجاتهم الأصيلة التي تمتح من التراث الحضاري المغربي. واستغلّت أغلب العائلات، التي تقطن بالعاصمة الاقتصادية، عطلة نهاية الأسبوع للتجول في رحاب معرض "من يدنا"، الذي انطلقت فعالياته يوم الأربعاء الماضي، والذي شهد إقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين منذ افتتاحه، لا سيما خلال اليومين الماضيين، بعدما تحسّنت أحوال الطقس وبات الجوّ مناسبا للتنزّه والترفيه عن النفس. واستقت جريدة هسبريس الإلكترونية آراء بعض الزوّار، الذين قدموا إلى معرض مهنيي الصناعة التقليدية، مؤكدين جميعا أن العارضين توفقّوا في اختيار المنتجات الموجودة بالمعرض، التي قالوا إنها استوفت معايير الجودة التي يبحث عنها الزبون، فضلا عن الأسعار التي تناسب القدرة الشرائية للمواطن البسيط. وساهم معرض "من يدنا"، الذي تنظمه مؤسسة "دار الصانع"، التابعة لوزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، في تحقيق رواج تجاري مهم للصنّاع التقليديين الذين يمثلون مختلف مدن المملكة، ذلك أن المعرض شكل فرصة سانحة لهم من أجل البحث عن زبناء جدد وتسويق منتجاتهم الأصيلة. وتتجلى خصوصية معرض مهنيي الصناعة التقليدية في قدرته على تسويق نموذج مغاير للمنتجات التقليدية، التي لاقت استحسان الزوار والوفود الأجنبية المختلفة، التي حلّت ضيفة على إدارة المعرض، ذلك أن الصناع جمعوا بين الأصالة والمعاصرة في صناعة منتجاتهم، إذ إن أغلبهم تلقوا تكوينا أكاديميا في المدارس الوطنية والمعاهد العليا. وعرف المعرض مشاركة 90 عارضا على مساحة 5000 متر مربع. كما شهد حضور مجموعة من الزوّار الأجانب، الذين قدموا من الولاياتالمتحدةالأمريكية بغرض اقتناء المنتوجات التقليدية المغربية. ولم يقتصر الأمر على الصنّاع فقط، وإنما شارك بالمعرض مختلف خبراء التصميم بغية تبادل الخبرات التي يمكن أن يستفيد منها المهنيون. كما نظمت العديد من الدورات التكوينية على هامش المعرض، همّت أساسا كيفية تلفيف المنتوجات التقليدية وتعلّم قوانين التصدير إلى خارج الوطن. وقد راهن المعرض على استقطاب عشرة آلاف زائر مهني، من مهندسي التصميم الداخلي والديكور ومهندسين معماريين وبعض الموزعين، إلى جانب مؤسسات صناعة الأثاث والمصدرين والمستوردين ومهنيين من قطاعات مرتبطة بالصناعة التقليدية.