حالة من الحزن تخيم على الحقل الفني بفقدان أيقونة فن موسيقى الرّاي الفنان ميمون الوجدي، بعد صراع طويل ومرير مع مرض خبيث. العديد من الفنانين أعربوا عن حزنهم العميق لفقدان أحد أهرام فن الراي، معتبرين أن الأسرة الفنية والمغاربة عموما فقدوا فنانا مقتدرا ومغنيا ملتزما تغنت بمقطوعاته أجيال ، وساهم في إشعاع الراي، ما بوأه مكانة مرموقة وسط نخبة الفنانين، خاصة في فترة الثمانينيات والتسعينيات. في هذا الصدد، نشرت الممثلة لطيفة أحرار صورة لها مع الفنان الراحل، مرفوقة بتعليق جاء فيه: "Mon ami le grand Artiste Cheb Mimoun n'est plus" ، أي "صديقي الفنان الكبير الشاب ميمون لم يعد بيننا"، قبل أن تضيف: "الشاب ميمون الوجدي الله يرحمك صديقي الفنان الراقي". من جانبها كتبت الممثلة لطيفة رأفت على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "تدوينة" تنعي من خلالها الراحل ميمون بكوش، جاء فيها: 'إنا لله وإنا إليه راجعون.. تعازينا الحارة لعائلة الفنان الراحل ميمون الوجدي، الله يرحمه ويرزق أهله الصبر والسلوان يا رب". ويعتبر الفنان ميمون الوجدي،، من مواليد 1950 بمدينة وجدة، من أوائل الفنانين الذين أدخلوا فن "الراي" إلى المغرب من بوابة عاصمة الشرق، ما بوأه مكانة مرموقة وسط نخبة الفنانين، خاصة في فترة الثمانينيات والتسعينيات، محققا جماهيرية واسعة. بداية ميمون مع الغناء كانت سنة 1982، من خلال أول ألبوم له بعنوان "النار كدات"، غير أن نجمه سطع بعد ذلك بأغنية "تشطن خاطري" التي صدرت سنة 1984، وجاءت في ألبوم ضم أيضا رائعته "أنا ما نوليش" التي أصدر بعدها ألبوم "الشدة ما تدوم". ومن بين أشهر أغاني الشاب ميمون "مرجانة" و"داتني الغربة جلاتني" و"مهما كان أنا جربت"، وكلها صدرت سنة 2000. أما في سنة 2008 فقد عاد الفنان بأغان جديدة متنوعة، لاقت نجاحا مهما، كانت من بينها أغنية "سولوه"، التي أعاد غناءها مجموعة من المغنيين، مثل الداودية؛ وجاءت في ألبوم تضمن أغنيتين بارزتين: "كلشي بأجل" و"صدمة كبيرة"، بالإضافة إلى رائعة "آش بكاك يا نوارة"..فيما كانت آخر إصدارات الشاب ميمون أغنية "سينغل" بعنوان "غي معاك" أطلقها في شهر غشت من عام 2015. ويعتبر الراحل، المفارق الحياة وعمره 68 سنة، من المغنين المغاربيين الذين حققوا شهرة واسعة في أوروبا، إلى جانب الشاب خالد والشاب مامي في فترة التسعينيات، له أزيد من 18 ألبوما، آخرها "رقة البسمة" سنة 2010؛ وساهم بمواهبه الفنية وإبداعاته المتميزة في إشعاع الفن المغربي، ما بوأه مكانة رفيعة لدى جمهوره وعشاق فنه، وجعله محط تكريم وتقدير في العديد من المهرجانات الوطنية. وخلف الراحل "ريبورتوارا "موسيقيا غنيا على امتداد عقود من الاشتغال، ومن يعرفه عن قرب لا شك أنه اكتشف صفات ميمون التي تجعله محبوبا لدى العامة، فهو طيب ومحافظ ويفضل العيش في صمت، وقد مات في صمت، بعد صراع مع "المرض الخبيث"، بعد أن وهب حياته للفن، ولم يبخل بالعطاء على أحد.