غدا، يحكمنا هاتف نقال.. هاتف محمول، اسمه: "البورتابل".. وتكون لنا، مع العالم، "حكومة بورتابل".. ولا ندري إن كانت ستكون حكيمة، عادلة، تراعي إنسانيتنا في التدبير والتسيير، أم تكون نسخة من حكومتنا الحالية: في شكلها إنسان.. وفي عمقها، مجرد آلة.. بلا إنسانية! "البورتابل" هو يغير العالم.. يتدخل في الصغيرة والكبيرة.. ويوجه الانتخابات، والبرلمان، وكل الديمقراطية، ويصنع حكومات.. -ويسقط حكومات! وينصب لنا نحن أيضا "حكومة البورتابل"! الهاتف اليدوي سيتغير حجمه.. ويتطور.. ويتدخل في الصغيرة والكبيرة من حياتنا اليومية.. وهذا الغد المنتظر ليس بعيدا.. - "حكومة البورتابل" قادمة! وسوف تحكمنا، نحن والعالم، في أضواء "عولمة تكنولوجية" ما عهدناها من قبل.. وسيكون هذا من غرائب مستقبلنا القريب! ومن واجبنا جميعا، قمة وقاعدة، أن نتهيأ لما يعده لنا عالم الغد.. وعالم الغد هو بيتنا، نحن وأحفادنا.. - وأحفاد أحفادنا... فأين نحن من هذا المستقبل الآتي؟ إنه قريب جدا.. أكثر مما نتصور.. خلال سنوات قليلة فقط، ربما لا تتجاوز 4 سنوات.. والموضوع هو محور المنتديات العلمية الكبيرة.. وحاليا، تتحدث التكنولوجيات الرفيعة عن أن العالم سيعرف طفرة لم يسبق لها مثيل.. تطورات في أدوات وطريقة حياتنا اليومية، على كل المستويات.. وسيقود هذه الإنجازات العلمية الجد متطورة، هذا "الهاتف المحمول"، في شكله الجديد.. سيكون في شكل وريقة بلاستيكية، تضعها في معصمك، أو في شريحة بأي مكان من جسمك، أو حتى في دماغك، وبها تتواصل مع العالم، وتفتح أبواب المؤسسات والإدارات والجامعات وكل ما هو تكنولوجيا وثقافة وتطور وصحة وتعليم وتشغيل ومجالات أخرى بلا حدود.. وهذا العالم القادم، قد يكون متاحا لكل البشر.. بيد أن مئات الملايين، هي وحدها في البداية قد تعيش بمدن تنتج لنفسها، وبنفسها، وبطريقة آلية، كل احتياجاتها التواصلية والغذائية والصحية والطاقية وغيرها... - وتفرض على السكان أخلاقيات الغد.. مدن في شكل ناطحات السحاب، لها الكفاية من الأوكسجين والطاقة والأمن ووسائل الترفيه، وغيرها... وما سوف يكون متاحا للجميع، في كوكب الأرض، هو: الأنترنيت، مع خدماته المجانية.. وهذا في حد ذاته تطور كبير.. - الأنترنيت للجميع.. أنترنيت بالمجان، لكل إنسان، من المهد إلى اللحد.. وفي الأنترنيت تطبيقات مهمة: تشخص حتى الأمراض قبل حدوثها.. كل فرد، حتى الطفل، سيكون على علم بالأمراض التي قد يصاب بها في وقت لاحق.. وتقدم له هذه التطبيقات طرق الوقاية، وكيفية العلاج.. وسيكون صوت الإنسان ليس فقط للكلام، بل أيضا كاشفا لإشارات صحية لما سوف يأتي.. وسيكون بمستطاع الإنسان، عبر بصمات العين، وبصمات الكلام، وبصمات أخرى هي فينا ومنا، اكتشاف أمراض أخرى لم تحدث بعد، لكنها هي في الطريق.. وكل الأمراض سيكون متاحا أن نتجنبها قبل حدوثها.. وحتى الأغذية، سيكون بالإمكان معرفة إن كانت صحية أو غير صحية.. وما إذا كانت علاجا لمرض معين، أم هي ليست آمنة.. وسيكون بمستطاع أي إنسان أن يعالج نفسه بنفسه من أمراض نفسية وعقلية وعصبية، بواسطة نفس التطبيقات الأنترنيتية المزروعة في الهاتف النقال، بشكله البلاستيكي المستقبلي، أو بشكل شرائح دقيقة مزروعة تحت جلد الإنسان.. وسيكون الإنسان مرفوقا بهاتف، في صيغه المتنوعة، هو الصديق والطبيب والسوق العمومي وكل الاحتياجات... هذا إلى حد ما، موجود حاليا، ولكنه سوف يتطور كثيرا خلال السنوات القليلة القادمة.. وهذا يعني أن الحالة النفسية البشرية يمكن أن تكون أكثر اتزانا.. وأن الجريمة ستختفي.. ومعدل العمر سوف يطول.. وقد يطول كثيرا.. ويتجاوز المائة سنة، ثم أكثر... وسيكون بمستطاع أي شخص أن يرى بعينه ما لا يراه اليوم.. وأن لن يبقى في العالم معوق أو كفيف... الإعاقة ستنتهي.. والعين سوف تكون مؤهلة لرؤية واضحة.. لقد تمكنت العلوم البصرية من معالجة أمراض الألوان، وصار بالإمكان أن نرى بالعين المجردة كل الألوان.. وسيقضي العلم على بقية أمراض العين، لكي تتسنى للجميع رؤية سليمة في كل الاتجاهات.. وسوف يتسنى لأي إنسان أن يتجنب كل الأمراض.. وأن يقوي ذكاءه، هو نفسه بنفسه، بسند من الذكاء الاصطناعي الذي سوف يتطور كثيرا.. خلال بضع سنوات قادمة.. والرؤية الصناعية، من تلسكوبات ومجاهر وغيرها، ستمكن من رؤية أعماق الأرض، وأبعاد كونية.. وسيبدأ الإنسان خطوات الحياة البشرية على كوكب المريخ.. وسيكون ممكنا، بواسطة علوم "النانو تكنولوجيا"، أن نتتبع الأحوال البيئية لكوكبنا، وما يحيط به، لكي نشارك جميعا في حماية كوكب الأرض: كوكب الحياة.. كل هذا سوف يحدث خلال البضع سنوات القادمة.. العالم الذي نحن البشر مقبلون عليه، هو عالم لا يخطر على بال.. فهل نحن في مستوى ما سوف يأتي؟ هل الأخلاق العامة في مستوى مسؤوليات العالم القادم؟ إذا كان البشر في المستوى الإنساني المطلوب، فهذا التطور سيكون في خدمة الجميع، بدون استثناء.. وإلا فسوف يكون التطور التكنولوجي مهولا، ولكن... - بلا إنسانية!